
أرشيفية
ربيع يحيى – اليوم ميديا
تحوّلت قضية تجسس تجاري بين شركتي تكنولوجيا مالية إلى معركة قانونية مشتعلة، كشفت عن شبكة اتهامات متبادلة و”عميل مزدوج” يتقاضى أموالًا من الطرفين في وقت واحد!
القضية تدور بين شركتي Deel الإسرائيلية وRippling الأميركية، وهما من أكبر اللاعبين في مجال التكنولوجيا المالية (Fintech)، إذ تقدمان خدمات الرواتب والموارد البشرية لشركات حول العالم، وتقع مقراتهما في الولايات المتحدة.
الشرارة انطلقت من موظف يُدعى كيث أوبراين، تبيّن أنه تلقى مبالغ مالية من الشركتين، ما حوّله إلى “جاسوس مأجور” مزدوج، فجّر نزاعًا قضائيًا عابرًا للحدود.
وبحسب صحيفة يديعوت أحرونوت الإسرائيلية، حصلت الشركة الإسرائيلية على وثائق ومراسلات بين محامي الطرفين، تزعم فيها أن الشركة الأمريكية Rippling كانت تدفع أموالًا لأوبراين، في الوقت الذي تتهم فيه الشركة ذاتها Deel بالتجسس عليها من خلال الموظف نفسه!
المثير أن أوبراين نفسه أقر لاحقًا بتقاضي 6 آلاف دولار شهريًا من شركة Deel مقابل تزويدها بمعلومات حساسة عن منافستها الأمريكية. لكن الشركة الإسرائيلية ردت بهجوم قضائي مضاد أمام محكمة أمريكية، متهمة الشركة الأمريكية بـ”تلفيق الاعتراف” بعد الضغط على الموظف، وادعت أن هناك أدلة تُثبت أن Rippling هي من كانت تدفع له فعليًا.
وتدّعي Deel أن خصمها الأميركي شنّ ضدها حملات تشهير متكررة هدفها تقويض خططها للطرح في بورصة ناسداك، حيث تسعى الشركة التي تتجاوز عائداتها السنوية 800 مليون دولار لطرح أسهمها قريبًا.
التصعيد الأخير قد يُشكّل خطرًا حقيقيًا على مستقبل Deel الاستثماري، خصوصًا إذا تم فتح تحقيق جنائي في القضية، ما دفع الشركة إلى اتهام Rippling باستغلال توقيت حرج لتسريب الملف للصحافة.
من جانبها، لم تصدر محكمة ديلاوير بعد حكمًا نهائيًا، لكن القضية مرشحة لتكشف مزيدًا من الأسرار في عالم التجسس التجاري داخل قطاع التكنولوجيا المالية، حيث تلعب المليارات دور البطولة… والموظفون دور الجواسيس!