image

أرشيفية

مريم عيسى – اليوم ميديا

لم تستفد شركة من ثورة الذكاء الاصطناعي كما استفادت “إنفيديا”، عملاق الرقائق الإلكترونية، التي تحولت في أقل من عامين إلى القلب النابض للعالم الجديد، ومحرّك أساسي وراء الصعود الصاروخي لتقنيات الذكاء الاصطناعي.

منذ إطلاق “ChatGPT” أواخر عام 2022، قفزت إيرادات “إنفيديا” وأرباحها وقيمتها السوقية إلى مستويات غير مسبوقة. وارتفعت أسهم الشركة بأكثر من 670%، مقابل ارتفاع متواضع قدره 42% فقط لمؤشر “ستاندرد آند بورز 500”.


طفرة استثمارية غير مسبوقة

يتوقع خبراء “وول ستريت” أن تُعلن “إنفيديا” عن أرباح هائلة في الربع الأول من سنتها المالية 2026، في ظل الطلب الهائل على وحدات المعالجة الرسومية (GPUs) التي تُعد العمود الفقري لتشغيل نماذج الذكاء الاصطناعي التوليدي.

بحسب تقديرات “بلومبرغ”، تضخ شركات مثل مايكروسوفت وميتا أكثر من 47% و25% من نفقاتهما الرأسمالية، على التوالي، في رقائق “إنفيديا”. ومنذ بداية 2024، أُبرمت أكثر من 20 ألف صفقة خاصة في مجال الذكاء الاصطناعي، بقيمة إجمالية تتجاوز 330 مليار دولار.


“إنفيديا” في قلب الصفقات الكبرى

زادت الشركة نشاطها الاستثماري بشكل ملحوظ في 2024، وشاركت في 49 جولة تمويل لشركات ناشئة تعمل في مجال الذكاء الاصطناعي، بارتفاع حاد مقارنة بـ34 جولة في 2023. ويُعد هذا الرقم أعلى مما استثمرته في السنوات الأربع السابقة مجتمعة (38 صفقة فقط).

من أبرز الشركات التي استثمرت فيها إنفيديا:

  • OpenAI: دعمتها بمبلغ 100 مليون دولار في جولة تمويل بلغت 6.6 مليار دولار.
  • xAI (إيلون ماسك): شاركت في تمويل بقيمة 6 مليارات دولار.
  • Inflection: استثمرت في جولة بقيمة 1.3 مليار دولار.
  • Wayve البريطانية: تمويل بقيمة 1.05 مليار دولار لتقنيات القيادة الذاتية.
  • CoreWeave: قفزت قيمتها من ملياري دولار إلى 19 مليار بعد استثمار إنفيديا.
  • Perplexity AI: محرك بحث بالذكاء الاصطناعي، حصل على تمويل بقيمة 500 مليون دولار.
  • Sakana AI (اليابان): تمويل بقيمة 214 مليون دولار.
  • Lambda: تمويل بقيمة 480 مليون دولار.
  • Weka: استثمار بقيمة 140 مليون دولار في إدارة بيانات الذكاء الاصطناعي.
  • Runway: تمويل مع جوجل وسيلزفورس لتطوير أدوات المحتوى المدعومة بالذكاء الاصطناعي.

دعم مجاني للشركات الناشئة

لا تكتفي “إنفيديا” بالاستثمار المالي المباشر، بل تدير أيضًا برنامج NVIDIA Inception، الذي يوفّر دعمًا مجانيًا تقنيًا واستشاريًا لأكثر من 20,000 شركة ناشئة حول العالم. واللافت أن البرنامج لا يفرض رسومًا ولا يطلب تنازلات عن حصص ملكية، مما يجعله بيئة خصبة لنمو مشاريع الذكاء الاصطناعي في مراحلها المبكرة.


قفزة غير تقليدية

كل المؤشرات تؤكد أن “إنفيديا” لم تعد مجرد شركة رقائق، بل باتت حجر الزاوية في بنية الاقتصاد التكنولوجي الجديد. هي المزود الأول لأهم أدوات الثورة الصناعية الرابعة، وأحد أكبر المستثمرين في مستقبل الذكاء الاصطناعي عالميًا.

فمن كان يظن أن معالجًا صغيرًا قادر على تحريك مليارات الدولارات؟