image

صورة تم إنشاؤها بواسطة الذكاء الاصطناعي لمحمد الجولاني (يسار) والرئيس المصري السابق أنور السادات

عقد مركز القدس للأمن والشؤون الخارجية مقارنة غير مسبوقة بين الرئيس السوري أحمد الشرع والرئيس المصري الراحل أنور السادات، معتبرًا أن ما وصفه بـ”التحول الدراماتيكي المحتمل” في العلاقات السورية الإسرائيلية يعيد إلى الأذهان خطوة السادات بتوقيع اتفاق السلام مع إسرائيل عام 1979.

ويشير المركز إلى أن الحديث المتزايد عن إمكانية تطبيع العلاقات بين دمشق وتل أبيب يستند إلى مؤشرات حقيقية، منها لقاءات بوساطة أمريكية واتصالات غير مباشرة، تصب جميعها في اتجاه واحد: فتح الباب أمام تسوية سياسية مفاجئة.

“فرصة تاريخية” بنظر تل أبيب

يرى مركز الدراسات أن إسرائيل تعتبر ما يجري “فرصة تاريخية”، بينما تبدي دمشق استعدادًا منفتحًا ولكن محدودًا، يعكس حرصها على إعادة التموضع بعد سنوات الحرب.
تركّز القيادة السورية الجديدة على:

  • إعادة الإعمار
  • رفع العقوبات
  • استعادة الشرعية الدولية

وترحب إسرائيل بأي خطوة تهدئة شرط أن لا تمس بمصالحها الأمنية، خصوصًا في ملف مرتفعات الجولان، الذي ترفض التنازل عنه.

مقترحات السلام: انسحاب تدريجي واتفاق أمني

تحدث المركز عن مقترحين محتملين للسلام:

  1. انسحاب تدريجي من مناطق احتلتها إسرائيل مؤخرًا عام 2024 مقابل التزامات أمنية سورية.
  2. إعلان منطقة عازلة في الجولان بإشراف دولي، تمهيدًا لتطبيع تدريجي دون إعادة الجولان للسيادة السورية.

كما أشار إلى أن اتفاقًا شاملًا يبدو بعيد المنال، بينما “التطبيع التدريجي” هو السيناريو الأكثر واقعية، ويعتمد على:

  • إصلاحات اقتصادية داخل سوريا
  • رفع العقوبات
  • علاقات دبلوماسية جزئية مع إسرائيل

الجولان.. عقدة مستعصية

يؤكد المركز أن قضية الجولان تبقى في صلب الخلاف، وأن أي تنازل سوري سيُعتبر خيانة داخلية أمام الشعب والمؤسسات.
لكن هناك إدراكًا لدى واشنطن وتل أبيب ودمشق بأن الحل التدريجي هو الأكثر احتمالًا في هذه المرحلة.

دور تركيا.. وتأثير الجولاني

يشير التقرير إلى أن أي تقدم بين سوريا وإسرائيل لا يمكن أن يتم دون تنسيق مباشر أو غير مباشر مع تركيا، بالنظر إلى نفوذها العميق في الشمال السوري.

وعن الجولاني، يرى المركز أنه لا يملك الشرعية لعقد اتفاقات كبرى، لكنه في الفترة الأخيرة يكثر من استحضار “أنور السادات”، ما يُفهم كمؤشر إلى رغبة في القيام بتحوّل سياسي تاريخي، رغم أن الظروف الإقليمية لا تخدمه.

لندن – اليوم ميديا