image

من قطاع غزة

في مشهد وصفه شهود عيان بـ”المجزرة”، قتلت قوات الاحتلال الإسرائيلي 32 فلسطينيًا على الأقل، وأصابت أكثر من 100 آخرين، بعد أن فتحت النار على حشود كانت تتدافع طلبًا للطعام قرب مراكز توزيع المساعدات جنوب قطاع غزة صباح السبت.

الحادث الدموي وقع في منطقتي التينة ورفح، حيث أطلقت قوات الاحتلال النار على مدنيين، معظمهم من الشباب، خلال محاولتهم الوصول إلى مراكز تديرها مؤسسة “غزة الإنسانية” (GHF). الشهود أكدوا أن إطلاق النار كان عشوائيًا وبلا إنذار، رغم أن الأهالي كانوا يهتفون “طعام، طعام”.

الدفاع المدني أشار إلى أن مستشفى ناصر في خان يونس استقبل 25 جثة وعشرات الجرحى، بينهم أطفال ومراهقون، فيما قُتل 9 آخرون شمال غرب رفح. وقال الدكتور عاطف الحوت، مدير مستشفى ناصر، إن حجم الضحايا “غير مسبوق”، محذرًا من ارتفاع العدد مع نقص حاد في الأدوية والمعدات الطبية.

روايات شهود مثل محمود مقيمر وسناء الجابري وأكرم عكر، أكدت استخدام الاحتلال للرصاص الحي والطائرات المسيرة والدبابات لإطلاق النار على المدنيين. إحدى النساء صرخت: “لم يتحدثوا إلينا… أطلقوا النار فحسب”.

الجيش الإسرائيلي زعم أنه أطلق “طلقات تحذيرية” تجاه “مشتبه بهم” قرب رفح فجرًا، بينما قالت GHF إن إطلاق النار وقع قبل ساعات من فتح مراكزها، ودعت الناس مرارًا لعدم التوافد ليلاً.

تأتي المجزرة وسط أزمة إنسانية كارثية يعيشها أكثر من مليوني فلسطيني في القطاع، يتهددهم شبح المجاعة، في ظل توقف شبه تام للمساعدات الدولية، ووصف عمليات توزيع الغذاء بأنها “فوضى قاتلة”.

المجزرة وقعت بعد يومين من حادثة تدافع دموية في مركز GHF أودت بحياة 19 شخصًا. المنظمة حملت حركة حماس المسؤولية، معتبرةً ما حدث “استفزازًا مدروسًا لتفكيك عملياتنا”.

يُذكر أن مفاوضات تهدئة بوساطة أميركية لا تزال جارية، وتشمل إطلاق 10 رهائن أحياء وجثامين 18 آخرين، مقابل إفراج عن أسرى فلسطينيين. الرئيس الأميركي دونالد ترامب أعلن أن عملية التبادل “ستتم قريبًا جدًا”، دون إعطاء تفاصيل.

لندن – اليوم ميديا