
من أحد الأبار النفطية (أرشيفية)
مريم عيسى – (لندن)
بعد أكثر من عقد من هيمنة الصين على الطلب العالمي في سوق النفط والغاز، تبرز الهند كقوة صاعدة تغير قواعد اللعبة بقوة. وفقًا لتقارير دولية، من المتوقع أن تصبح الهند المحرك الرئيسي لنمو الطلب العالمي على النفط خلال العقد المقبل، حيث ستشكل أكثر من ثلث الزيادة المتوقعة في الاستهلاك.
يشير النمو الاقتصادي القوي المتوقع في الهند بنسبة 6.3% لعام 2025 و6.5% لعام 2026 إلى توسع غير مسبوق يضعها في صدارة اقتصادات مجموعة العشرين. هذا النمو مدعوم بتسارع التصنيع، تطوير البنية التحتية، وازدياد الطبقة الوسطى التي تشهد زيادة في الطلب على التنقل والسفر.
رغم أن الإنتاج المحلي للهند يشكل 13% فقط من احتياجاتها النفطية ويُتوقع أن يتراجع إلى 540 ألف برميل يوميًا بحلول 2030، إلا أن الطلب المتزايد سيدفع الهند لاستيراد المزيد من النفط، مما يعزز شهية شركات النفط العالمية.
أعلنت أوبك مؤخرًا زيادة الإنتاج بمقدار 411 ألف برميل يوميًا اعتبارًا من يوليو، في خطوة تعكس الثقة في الأسواق البديلة مثل الهند. ويتوقع أن يصل الطلب الهندي إلى 6.6 مليون برميل يوميًا بحلول عام 2030، مع زيادة قدرها 1.2 مليون برميل يوميًا فقط في الهند، أي أكثر من ثلث النمو العالمي المتوقع.
الهند ليست فقط سوقًا صاعدة، بل تحوّل محتمل في توازن القوى في سوق الطاقة العالمية، مما يفتح آفاقًا جديدة أمام اللاعبين العالميين ويعيد تشكيل مستقبل النفط.