الخليج يشتري الحماية بالنفط: 440 مليار دولار لضمان مظلة أميركية!

تتجه شركات الطاقة الخليجية الكبرى إلى الاستثمار في النفط الصخري والبتروكيماويات بالولايات المتحدة، ضمن استراتيجية مزدوجة تشمل تنويع المحافظ العالمية وربط المصالح مجددًا بالعاصمة واشنطن، لا سيما بعد تراجع واردات النفط الأميركي من الخليج. هذا التوجه يأتي في أعقاب زيارة ترامب الخليجية التاريخية، والتي دشنت مرحلة جديدة من الشراكات الطاقية العابرة للقارات.

الشرق الأوسط لم يعد ملاذًا آمنًا للطاقة

تحليل لمعهد الشرق الأوسط في واشنطن كشف أن المخاطر الجيوسياسية باتت تهدد إمدادات الطاقة في الشرق الأوسط بشكل غير مسبوق، مع انقطاعات الغاز إلى مصر وتوسع رقعة النقص الطاقي في دول عربية. حتى الدول الغنية باتت تراهن على الطاقة المتجددة، مما يعمّق الفجوة بين الدول المصدّرة والفقيرة طاقيًا.

استثمارات بمليارات في أميركا رغم تراجع الأسعار

رغم تراجع أسعار النفط وعدم اليقين الاقتصادي، لم تخفف شركات النفط الخليجية من إنفاقها الرأسمالي، بل كثّفت صفقاتها الخارجية. أعلنت أدنوك عن مشروع استحواذ في أستراليا، ودخلت قطر للطاقة السوق الجزائرية بالشراكة مع توتال، بينما تسعى أرامكو لتوسيع مصفاة موتيفا في أميركا لتشمل منشأة بتروكيماويات متكاملة.

أذرع خليجية في قلب الصناعة الأميركية

مع دخول قطر للطاقة وأدنوك في شراكات أميركية مباشرة تشمل الغاز والصخر الزيتي واحتجاز الكربون، يتأكد التحول نحو شراكة استراتيجية طويلة الأمد مع الشركات الأميركية الكبرى. بل وتطمح الإمارات إلى رفع أصولها في الطاقة الأميركية إلى 440 مليار دولار بحلول 2035.

من النفط إلى التكنولوجيا: الخليج يصعد سُلّم القيمة

لا يقتصر الطموح الخليجي على الاستحواذات، بل يتجه إلى نقل التكنولوجيا والخبرة. تعكس استثمارات أدنوك في شركات الصخر الزيتي الأميركية رغبتها في تطوير موارد الغاز غير التقليدية محليًا. الهدف المعلن: الوصول إلى الاكتفاء الذاتي من الغاز في الإمارات بحلول 2030.

تحوّل في معادلة الطاقة: من التصدير إلى الاستثمار

بينما كانت أميركا في السابق مستوردًا رئيسيًا لنفط الخليج، اليوم باتت وجهة استثمارية مفضلة، خصوصًا في عهد ترامب الذي يسعى لجذب رؤوس الأموال الخليجية مجددًا. العلاقة لم تعد “نفط مقابل أمن”، بل دخلت مرحلة جديدة عنوانها: “الاستثمار مقابل النفوذ والتقنية”.

لندن – اليوم ميديا