ماكرون وعباس
أعلن الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون أن بلاده تعتزم الاعتراف بدولة فلسطين خلال الجمعية العامة للأمم المتحدة في سبتمبر 2025، لتصبح بذلك أول دولة من مجموعة السبع تتخذ هذه الخطوة. ويُتوقع أن يشكّل هذا القرار سابقة دبلوماسية قد تحفّز دولاً أوروبية أخرى، مثل بريطانيا، على الاعتراف بدولة فلسطين، ما سيزيد الضغط على إسرائيل ويعيد رسم خارطة مواقف القوى الكبرى من الصراع الفلسطيني الإسرائيلي.
يُعد الاعتراف بدولة فلسطين خطوة رمزية عميقة، لكنها تحمل أيضًا تداعيات سياسية وقانونية جوهرية. ورغم أن التغيير الفعلي على الأرض قد يكون محدودًا في البداية، إلا أن هذه الخطوة تعزّز المكانة القانونية والدبلوماسية للفلسطينيين، وتمنحهم أدوات جديدة لمواجهة الاحتلال الإسرائيلي على الصعيد الدولي.
بحسب منظمة العفو الدولية، فإن الاعتراف الدولي بفلسطين يمنح الفلسطينيين:
حتى الآن، اعترفت 147 دولة من أصل 193 عضوًا في الأمم المتحدة بدولة فلسطين، معظمها من إفريقيا وآسيا وأمريكا اللاتينية. لكن اعتراف فرنسا – كدولة غربية كبرى وعضو دائم في مجلس الأمن – سيُعيد خلط الأوراق. كما يُتوقع أن تلتحق دول مثل إسبانيا وإيرلندا والنرويج قريبًا بالموقف الفرنسي.
رغم رفض رئيس الوزراء البريطاني كير ستارمر الاعتراف الفوري بفلسطين، فقد وقع 221 نائبًا بريطانيًا خطابًا يطالب الحكومة باتخاذ هذه الخطوة في الجمعية العامة المقبلة. وأشار ستارمر إلى أنه “لا لبس في رغبته برؤية دولة فلسطينية”، لكنه اشترط أن يأتي الاعتراف ضمن “خطة أوسع لحل الدولتين وضمان أمن دائم للطرفين”.
أثار إعلان ماكرون ردود فعل غاضبة في إسرائيل والولايات المتحدة. حيث وصف رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو الخطوة بأنها “كارثة دبلوماسية”، بينما أدان وزير الخارجية الأمريكي ماركو روبيو القرار واعتبره “متهورًا ويخدم دعاية حماس”.
منحت الجمعية العامة فلسطين صفة “دولة مراقب غير عضو” في 2012، ومؤخرًا في مايو 2024، مُنحت حقوقًا إضافية مثل الجلوس مع الدول الأعضاء وتقديم المقترحات والمشاركة في اللجان. الاعتراف الكامل سيسمح لفلسطين بالتصويت والانخراط الأوسع في المجتمع الدولي.
يرى محللون أن الاعتراف الدولي بدولة فلسطين يُعد ورقة ضغط هامة على إسرائيل لإعادة فتح باب المفاوضات. وتعتبر بعض الحكومات أن الاعتراف ضروري للحفاظ على إمكانية حل الدولتين، لا سيما في ظل استمرار الاستيطان والانقسامات الفلسطينية.
من أهم مكاسب الاعتراف أنه يمثل دعمًا معنويًا قويًا للفلسطينيين، ويوفر أفقًا سياسيًا يُشجع على الحلول السلمية. وفق تصريحات وزير الخارجية البريطاني السابق ديفيد كاميرون، فإن الاعتراف يهدف إلى “إعطاء الشعب الفلسطيني أملًا في مستقبل بدولة مستقلة، كبديل عن العنف واليأس”.
قد يؤدي الاعتراف إلى تشجيع استثمارات دولية جديدة في مؤسسات الدولة الفلسطينية، كما حصل سابقًا مع دعم الاتحاد الأوروبي لمشاريع بناء الدولة منذ 2007. وقد يُسهم هذا في إصلاح الحوكمة الداخلية وتعزيز فعالية السلطة الفلسطينية في الضفة الغربية وقطاع غزة.
رغم الأهمية الرمزية والقانونية، لا يعني الاعتراف حلًا تلقائيًا للصراعات على الأرض مثل قضية القدس، المستوطنات، والحدود. لكنه يضع الأساس القانوني والسياسي لإعادة التفاوض على قاعدة جديدة أكثر توازنًا، ويعيد إحياء فكرة حل الدولتين.
الاعتراف الفرنسي الوشيك بدولة فلسطين يمثل نقطة تحوّل تاريخية في مسار الصراع الفلسطيني الإسرائيلي. إنه ليس نهاية المعركة، لكنه بداية جديدة للضغط الدبلوماسي، وتكريس الحق الفلسطيني في الوجود والاعتراف، وفتح الباب أمام تحول عالمي حقيقي في المواقف الدولية.
لندن – اليوم ميديا
رغم إعلان وقف إطلاق النار الذي توسطت فيه الولايات المتحدة بين إسرائيل وحماس، تصاعدت التوترات…
يبدو أن مستقبل قطاع غزة محصور في ثلاثة سيناريوهات محتملة، تتشكل وفق موازين القوى التي…
تعرض متحف اللوفر في باريس، أحد أشهر المتاحف في العالم، صباح الأحد لعملية سرقة جريئة،…
أعربت مجموعات الأعمال الأمريكية عن قلقها المتزايد من أن الإغلاق الحكومي المستمر يترك آثارًا سلبية…
في مشهدٍ يليق بعصرٍ تتقاطع فيه القيم مع التقنية، ارتفعت من دبي مساء الأحد كلماتٌ…
في تصعيد إلكتروني جديد ضد إسرائيل، أعلنت مجموعة القرصنة الإيرانية المعروفة باسم «حنظلة» (Hanzala Hackers)…