من الضفة الغربية
في ظل استمرار التوترات الإقليمية، شنت السلطات الأردنية حملة اعتقالات واسعة تستهدف النشطاء المؤيدين لفلسطين والمعارضين السياسيين، ما تسبب في إشعال غضب واسع في الشارع الأردني. وتأتي هذه الحملة بالتزامن مع الأوضاع الكارثية في غزة، وتصاعد الانهيار الأمني في سوريا، وتدهور الأوضاع في الضفة الغربية.
في 1 أغسطس 2024، اعتُقل الناشط البارز على وسائل التواصل الاجتماعي، أيمن عبلي، بعد نشره مقطع فيديو ينتقد فيه “صمت” الحكومة الأردنية حيال سياسة التجويع التي تمارسها إسرائيل في غزة. هذا الاعتقال أثار موجة استياء واسعة، خاصة أنه جاء في وقت تتصاعد فيه مشاعر التضامن مع الفلسطينيين.
في تطور خطير، توفي الشاب أحمد الإبراهيم أثناء احتجازه لدى الشرطة في مدينة الرمثا، بعد تعرضه لاعتداء جسدي عنيف، وفقًا لأسرته. الحادث أشعل ليلة من الغضب، حيث خرج المواطنون في مظاهرات غاضبة، أُغلقت فيها الطرق وأُحرقت الإطارات، وسط مطالبات بالمحاسبة الكاملة للمسؤولين.
في اليوم ذاته، اعتُقل النائب يانال فريحات، العضو في حزب جبهة العمل الإسلامي، على خلفية منشور انتقد فيه موقف الحكومة. كما تم اعتقال المتحدث باسم جماعة الإخوان المسلمين، معاذ الخوالدة، وأُفرج عنه لاحقًا. هذه الاعتقالات تعكس تصاعدًا غير مسبوق في قمع الأصوات المعارضة.
تواجه المملكة الأردنية تهديدين استراتيجيين: الأول انهيار الدولة السورية خاصة في محافظة السويداء بدعم إسرائيلي محتمل، والثاني مخاوف من تهجير الفلسطينيين من الضفة الغربية إلى الأردن، مما قد يُحدث تغييرًا خطيرًا في التركيبة السكانية للمملكة. في هذا السياق، تُعد الوحدة الداخلية ضرورة ملحة لمواجهة هذه التحديات.
مصادر مطلعة أكدت أن الأجهزة الأمنية الأردنية تتجاهل الخطر الحقيقي المتمثل في النشاط الإسرائيلي المتصاعد في سوريا، وتركز بدلاً من ذلك على قمع المجتمع المدني. وقد ارتفعت وتيرة الانتقادات بعد تقارير تفيد بأن هذه الإجراءات جاءت بتوصية سعودية وإماراتية مقابل دعم مالي.
احتجاجات عشائرية اندلعت بعد اعتقال أحمد الزرقان، نائب المشرف العام لجماعة الإخوان المسلمين، وعمدة مدينة الطفيلة سابقًا. منذ اعتقاله في أبريل، لم يُعرض على المحكمة أو يُسمح له بالاتصال بمحامٍ أو أسرته، مما زاد من مشاعر الغضب الشعبي.
منذ توقيع اتفاقية وادي عربة بين الأردن وإسرائيل عام 1994، تتزايد الاحتجاجات الشعبية، إلا أن الأحداث الأخيرة جعلت الغضب يصل إلى ذروته، خاصة في ظل ما وصفه المحتجون بأنه “تواطؤ” مع جرائم الاحتلال في غزة، حيث ارتفع عدد الضحايا إلى أكثر من 58,000 فلسطيني.
رغم التعاون الأمني المعروف بين عمان وتل أبيب، فإن الشارع الأردني بات يرى في العلاقة مع إسرائيل مصدر تهديد للاستقرار الداخلي، في وقت تواجه فيه المملكة تحديات خارجية خطيرة وتدهورًا في علاقاتها مع مكونات سياسية داخلية بارزة.
مع تمدد الاحتلال الإسرائيلي في الضفة الغربية، ومخاطر التهجير الجماعي، وصعود الأصوات القمعية داخليًا، يبدو أن الأردن يقف على مفترق طرق حرج، بين الحفاظ على استقراره الداخلي، أو مواجهة أزمة وطنية متصاعدة.
لندن – اليوم ميديا
وصل المبعوث الأمريكي الخاص ستيف ويتكوف وصهر الرئيس الأمريكي جاريد كوشنر إلى إسرائيل اليوم الاثنين،…
رغم إعلان وقف إطلاق النار الذي توسطت فيه الولايات المتحدة بين إسرائيل وحماس، تصاعدت التوترات…
توسّع السلطات الفرنسية نطاق إجراءات مكافحة غسل الأموال وتمويل الإرهاب لتشمل منصات تداول العملات المشفرة،…
تدخل الحرب التجارية بين الصين والولايات المتحدة مرحلة جديدة، بعدما أعلنت بكين حزمة من القيود…
تسببت خدمات الحوسبة السحابية AWS التابعة لشركة أمازون اليوم الاثنين في انقطاع عالمي واسع النطاق،…
في حادث مأساوي هو الأسوأ منذ ربع قرن في هونغ كونغ، انحرفت طائرة شحن من…