فلسطينيون يسيرون بجانب مبنى مدمر، خلال تفقدهم الدمار اللاحق إثر عملية إسرائيلية، في مدينة غزة - رويترز
عبدالله عبدالسلام
كان يمكن للعدوان الإسرائيلي أن ينتهي قبل شهور. أفكار الاتفاق الذي تم التوصل إليه ليست جديدة. لم يكن ترامب متحمسًا. طالب نتنياهو أكثر من مرة بحسم الأمر بالقوة وبسرعة، ليس فقط للقضاء على حماس، بل لإجبارها على الاستسلام. بطبيعته، يؤمن ترامب بالحلول «الصفرية».. فائز وخاسر، طرف يحصل على كل شيء، وآخر يخرج تمامًا من اللعبة. الأمور لم تسر على هواه. رغم استشهاد ٦٨ ألف فلسطيني وتدمير غزة تمامًا واغتيال غالبية قيادات حماس، لم يترك الغزاويون أرضهم، ولم يحدث تهجير جماعي. لم ينجح الاحتلال في استعادة رهينة واحدة بالقوة.
وبينما رفض نتنياهو ٧ محاولات متتالية لوقف العدوان بتشجيع أو صمت من واشنطن، كان العالم قد توصل لاستنتاج بأن إسرائيل دولة «مارقة» لا تحترم المواثيق الدولية وتطبق شريعة الغاب على الفلسطينيين. فرضت غالبية الدول حالة من العزلة عليها. الانسحاب شبه الجماعي للوفود الدولية خلال إلقاء نتنياهو كلمته أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة نهاية الشهر الماضي أبرز مثال. ثم جاءت «الضربة» الدبلوماسية الموجعة باعتراف بريطانيا وفرنسا وكندا وغيرها بالدولة الفلسطينية. هذه الدول ليست جمهوريات موز مثل ميكرونيزيا (مجموعة جزر في المحيط الهادئ) تعتمد عليها واشنطن في دعم إسرائيل دوليًا. المظاهرات الحاشدة في أوروبا (وليس العالم العربي للأسف الشديد) أظهرت كيف تغير العالم نتيجة استمرار العدوان الهمجي.
إلا أن كل ذلك لم يكن كافيًا لإقناع ترامب بالتدخل لوقف العدوان. اقتراب موعد الإعلان عن جائزة نوبل للسلام، التي باتت هاجسًا شخصيًا له، ساهم بقوة في تغيير رأيه. ادعاؤه أنه أنهى ٦ صراعات وحروب دولية لم يقتنع به أحد، بعضه كان كذبًا بواحًا، والآخر مبالغ فيه. الحقيقة الأكيدة أنه فشل في إنهاء القتال في أخطر صراعين عالميين: أوكرانيا وغزة. بوتين لم يستجب لإغراءاته أو يخش تهديداته. بقيت حرب غزة، التي حشد فيها كل قوة أمريكا، واستخدم أساليبها الدبلوماسية وغير الدبلوماسية للتوصل إلى اتفاق بشأنها.
بغض النظر عن فوز ترامب اليوم بنوبل للسلام، فإن الفائز الحقيقي بالجائزة هو الشعب الفلسطيني، الذي ضحى أبناؤه في غزة بأرواحهم وممتلكاتهم، لكنهم لم يتركوا أرضهم. كان شعارهم: «باقون باقون». تعرضوا لمعاناة لا مثيل لها، أجبرهم العدوان على النزوح من بيوتهم مرات عديدة، وتعرضوا لحرب تجويع. لكنهم صمدوا. إنهم شعب «الجبارين»، كما كان ياسر عرفات يردد.
من مفارقات القدر أن عمر ياغي، ابن أسرة لاجئين من قرية «المسميّة» الفلسطينية التي دمرتها إسرائيل وهجّرت سكانها عام ١٩٤٨، يفوز بنوبل للكيمياء. ومن المفارقات أيضًا أن الأردن والسعودية وأمريكا تنافست على القول إنه ينتمي إليها. عندما استُشهِد حمزة بن عبدالمطلب عم الرسول (عليه الصلاة والسلام)، قال النبي: «لكن حمزة لا بواكي له». كل شهيد يبكى عليه أبناؤه وأقاربه، لكن أحدًا لا يبكي على حمزة. جرى نسيان الشعب الفلسطيني حتى من لجنة نوبل. ومع ذلك، فإن الصمود أمام العدوان والفوز بنوبل للكيمياء يثبتان أن هذا الشعب مثل طائر العنقاء الأسطوري، الذي يُبعث من جديد بعد أن يحترق ويتحول إلى رماد.
نقلا عن المصري اليوم
رغم إعلان وقف إطلاق النار الذي توسطت فيه الولايات المتحدة بين إسرائيل وحماس، تصاعدت التوترات…
يبدو أن مستقبل قطاع غزة محصور في ثلاثة سيناريوهات محتملة، تتشكل وفق موازين القوى التي…
تعرض متحف اللوفر في باريس، أحد أشهر المتاحف في العالم، صباح الأحد لعملية سرقة جريئة،…
أعربت مجموعات الأعمال الأمريكية عن قلقها المتزايد من أن الإغلاق الحكومي المستمر يترك آثارًا سلبية…
في مشهدٍ يليق بعصرٍ تتقاطع فيه القيم مع التقنية، ارتفعت من دبي مساء الأحد كلماتٌ…
في تصعيد إلكتروني جديد ضد إسرائيل، أعلنت مجموعة القرصنة الإيرانية المعروفة باسم «حنظلة» (Hanzala Hackers)…