image

أرشيفية

لندن – يوسف ألفي

في خطوة تعكس حجم التحوّل في معادلة الطاقة والتكنولوجيا، أعلنت شركة كونستليشن إنرجي (CEG)، الرائدة في مجال الطاقة النووية، عن توقيع اتفاقية طاقة نظيفة ضخمة تمتد لعشرين عامًا مع شركة ميتا (META)، لدعم التوسع الكبير في مراكز بيانات الذكاء الاصطناعي التابعة لها.

وتأتي هذه الصفقة في ظل ارتفاع الطلب على الكهرباء من شركات التكنولوجيا العملاقة، حيث تسعى ميتا إلى تأمين مصدر مستدام وموثوق لتغذية عملياتها الضخمة في مجال الذكاء الاصطناعي.

وبحسب بيان كونستليشن إنرجي، ستُستخدم هذه الاتفاقية لتوسعة محطة الطاقة النووية في كلينتون، إلينوي، مما يزيد إنتاجها بنحو 30 ميغاواط، ويساهم في الحفاظ على أكثر من 1100 وظيفة محلية عالية الأجر.

رغم أن تفاصيل الصفقة المالية لم تُكشف، إلا أن الإعلان عنها دفع بأسهم الشركة للارتفاع بنسبة 27% خلال مايو الماضي، خصوصًا بعد تقرير أرباح قوي كشف عن “تقدم هائل” في إبرام اتفاقيات طاقة طويلة الأجل.

من جانبه، صرّح أورفي باريك، رئيس قسم الطاقة العالمية في ميتا، قائلًا:

“تأمين طاقة نظيفة وموثوقة أصبح أمرًا حاسمًا في سعينا لتوسيع قدرات الذكاء الاصطناعي”.

وتُعد الصفقة جزءًا من خطة ميتا الطموحة لإنفاق ما يصل إلى 72 مليار دولار في 2025، بهدف تعزيز بنيتها التحتية للذكاء الاصطناعي عبر مراكز بيانات متطورة، والتي أصبحت تُشكل عبئًا متزايدًا على شبكات الطاقة حول العالم.

هذا الاتجاه ليس حكرًا على ميتا، إذ سبقتها مايكروسوفت (MSFT) بتوقيع اتفاقية مماثلة مع كونستليشن إنرجي في سبتمبر 2024، لإعادة تشغيل مفاعل جزيرة “ثري مايل” النووي لتأمين طاقة كافية لمراكز الذكاء الاصطناعي، في صفقة تدر على كونستليشن نحو 785 مليون دولار سنويًا بحلول 2030.

هذه التحولات تُبرز التحدي الكبير الذي تواجهه شركات التكنولوجيا في تحقيق نمو مستدام دون التضحية بالأهداف البيئية، في ظل العطش المتزايد للطاقة من قبل الذكاء الاصطناعي.