
كشفت دراسة حديثة أجرتها الجامعة العبرية في القدس، ونشرت مقتطفات منها صحيفة ذي ماركر الاقتصادية الإسرائيلية، عن تحول اجتماعي وديموغرافي دراماتيكي داخل إسرائيل. ووفقًا للبحث، فإن 40% من الإسرائيليين يعبرون اليوم عن رغبتهم في مغادرة البلاد، في مؤشر خطير على تنامي الاستقطاب السياسي والانقسامات الاجتماعية في الدولة العبرية.
دوافع الهجرة: استقطاب سياسي وخوف من المستقبل
تشير الدراسة إلى أن قرارات الحكومة الإسرائيلية الأخيرة، خاصة تلك المتعلقة بـ”الإصلاحات القضائية” وتغوّل التيارات الدينية، قد أدت إلى حالة سخط شعبي واسعة. وتقول الدراسة إن الاتجاه الحكومي نحو المزيد من التشدد الديني والسياسي دفع العديد من الإسرائيليين، خصوصًا العلمانيين والليبراليين، إلى التشكيك في مستقبلهم داخل إسرائيل.
وبحسب الباحثين، فإن هذا النزوح المحتمل يعكس أزمة داخلية متصاعدة تعاني منها إسرائيل، تتجلى في انقسامات حادة داخل الكنيست، وقلق متزايد من تدهور الحريات الفردية، وتراجع الطابع المدني للدولة.
6% من اليهود المولودين في إسرائيل يعيشون في الخارج
تقدّر دراسة سابقة لمعهد أبحاث السياسة اليهودية أن هناك نحو 630,000 يهودي ولدوا في إسرائيل يعيشون حاليًا في الخارج، أي ما يمثل حوالي 6% من مجموع السكان، وهو رقم مرشح للزيادة في السنوات القادمة.
بعد 7 أكتوبر.. إلحاح جديد للهجرة
يقول أحد المواطنين الإسرائيليين، وهو يفكر مع زوجته في خيارات الدراسة والعيش في أوروبا:
“السبب الرئيسي وراء مغادرتنا هو أننا نبحث عن مستقبل أفضل لأطفالنا. حتى لو تم التوصل إلى سلام غدًا، لا نرى مستقبلاً نريد أن نكون جزءًا منه.“
ويشير إلى أن “التركيبة الديموغرافية تتحدث عن نفسها”، في إشارة إلى صعود الشباب الأرثوذكسي المتشدد الذين لا يتلقون تعليمًا في الرياضيات أو العلوم أو اللغة الإنجليزية، مما يجعلهم غير مؤهلين لسوق العمل الحديث، ويهدد الاقتصاد الإسرائيلي على المدى الطويل.
إسرائيل على الطريق الإيراني؟
من الناحية الاجتماعية، يخشى كثيرون من أن يؤدي صعود المحافظين الدينيين إلى تقييد الحريات الفردية، وفرض نمط حياة ديني صارم، خصوصًا على اليهود العلمانيين. ويضيف المواطن ذاته:
“إذا سألتني عن مستقبل إسرائيل، فأعتقد أننا نتجه نحو نموذج يشبه النموذج الإيراني، حيث يلعب الدين دورًا مركزيًا في الحياة والسياسة والاقتصاد.“
وحدة التحليلات – لندن اليوم ميديا