
زعيم الميليشيا ياسر أبو الشباب
فشلت ميليشيا “أبو شباب” المسلحة، التي أسستها الأجهزة الأمنية الإسرائيلية (الشاباك) في قطاع غزة، في تحقيق أهدافها التي أنشئت من أجلها، ما يعكس انهيارًا وشيكًا لمخطط جهاز الأمن العام الإسرائيلي برئاسة رونين بار، والذي كان مدعومًا ومباركًا من رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو.
استثمرت إسرائيل ملايين الدولارات في محاولة السيطرة على ملف المساعدات الإنسانية في غزة عبر هذه الميليشيا، بهدف استخدام ذلك كورقة ضغط للسيطرة على الشارع الفلسطيني، لكنها لم تحقق سوى فشل ذريع على الأرض.
ظهرت ميليشيا “أبو شباب” مع بداية عدوان “السيوف الحديدية” في أكتوبر 2023، وشملت مئات العناصر الذين فرّوا من السجون، وتم تسليحها بأسلحة وذخائر استولى عليها الجيش الإسرائيلي من حماس وحزب الله، إضافة إلى الدعم اللوجستي والمالي.
رغم محاولة الميليشيا فرض نفسها، إلا أنها لم تخرج من نطاق مناطق محددة مثل رفح، ولا تحظى بقبول شعبي واسع، إذ ما زالت تُوصم بالإجرام، وتتهمها حماس بإطلاق النار على المواطنين، إلى جانب مشاركتها في حماية عناصر الشركات الأمريكية المسؤولة عن إدارة المساعدات، مما عمّق الهوة بينها وبين الشارع الغزاوي.
تشهد العلاقات بين حماس وميليشيا “أبو شباب” حرب اغتيالات متبادلة، ووُضع مؤسس الميليشيا ياسر أبو شباب على رأس قائمة المطلوبين لدى حماس، في حين تطالب الميليشيا المواطنين بالتعاون للإبلاغ عن عناصر حماس.
من أبرز أسباب فشل “أبو شباب” وفق مصادر أمنية و”يديعوت أحرونوت”: عدم ثقة السكان بقيادتها، تاريخ قياداتها الإجرامي، تركيزها الجغرافي المحدود، قلة الراغبين في الانضمام إليها، والخوف من انتقام حماس.
كذلك، تواجه الميليشيا رفضًا من قبل عشائر وعائلات بارزة في غزة، ويدرك معظم السكان أنها مجرد تجربة إسرائيلية فاشلة لفرض واقع جديد في القطاع كبديل لحماس، ويُعتقد أن دعمها يأتي من إسرائيل والسلطة الفلسطينية، مع وجود مزاعم بصرف رواتب لعناصرها من السلطة.
تُعد محاولة تأسيس ميليشيا بديلة لحماس “مغامرة أمنية” إسرائيلية انتهت بفشل ذريع في ظل نبذها الشعبي المتزايد.
ربيع يحيي – وحدة التقارير – لندن – اليوم ميديا