
باريس في حالة تأهب قصوى تحسبًا لارتفاع درجات الحرارة
تشهد دول جنوب أوروبا موجة حر شديدة وغير مسبوقة منذ عام 1965، حيث سجلت درجات الحرارة ارتفاعًا قياسيًا وصل إلى 46 درجة مئوية في منطقة ولبة بجنوب إسبانيا بالقرب من الحدود مع البرتغال، بحسب الوكالة الإسبانية للأرصاد الجوية.
تتوقع السلطات أن تصل درجات الحرارة إلى 43 درجة مئوية في مناطق جنوب إسبانيا والبرتغال، بينما تستمر موجة الحر في فرنسا لمدة عدة أيام. كما أعلنت 21 مدينة في إيطاليا، بينها ميلانو ونابولي والبندقية وفلورنسا وروما، حالة التأهب القصوى تحسبًا لارتفاع درجات الحرارة.
إجراءات وقائية وتعزيزات صحية لمواجهة الحرارة الشديدة
وضعت السلطات في هذه البلدان سيارات إسعاف على أهبة الاستعداد قرب المواقع السياحية، وأصدرت تحذيرات من خطر اندلاع حرائق الغابات بسبب موجة الحر الشديدة.
شهدت أقسام الطوارئ في مستشفيات إيطاليا ارتفاعًا ملحوظًا في حالات ضربات الشمس، خصوصًا بين كبار السن ومرضى السرطان والمشردين، الذين يعانون من الجفاف والإرهاق الناتجين عن موجة الحرارة.
قال نائب رئيس الجمعية الإيطالية لطب الطوارئ، ماريو غارينو:
“شهدنا زيادة بنسبة 10% في حالات ضربات الشمس، خصوصًا في المدن التي تعاني من ارتفاع درجات الحرارة والرطوبة.”
أنشأت بعض المستشفيات مثل أوسبيدال دي كولي في نابولي مسارات خاصة لعلاج المصابين بضربات الشمس لتسريع تقديم العلاجات مثل الغمر بالماء البارد.
دعم مجتمعي وتدابير خاصة للفئات الضعيفة
قدمت السلطات في البندقية جولات سياحية مجانية للمسنين فوق 75 عامًا في المتاحف والمباني العامة المكيفة، كما أنشأت مدينة بولونيا سبعة “ملاجئ مناخية” مجهزة بتكييف ومياه شرب.
ودعت فلورنسا الأطباء إلى توخي الحذر وتحذير الأشخاص الوحيدين والأكثر ضعفًا، بينما وزعت أنكونا أجهزة لإزالة الرطوبة على المحتاجين، وعرضت روما دخولًا مجانيًا إلى أحواض السباحة لكبار السن فوق 70 عامًا.
تغير المناخ وتأثيره على موجات الحر في المدن
يرى العلماء أن تغير المناخ يفاقم من حدة موجات الحر، خصوصًا في المدن حيث تؤدي كثافة المباني إلى زيادة درجات الحرارة.
قالت إيمانويلا بيرفيتالي، الباحثة في المعهد الإيطالي لحماية البيئة والبحوث:
“أصبحت موجات الحر في منطقة البحر الأبيض المتوسط أكثر تواترًا وشدة في السنوات الأخيرة، مع وصول درجات الحرارة إلى 37 درجة مئوية أو أكثر داخل المدن.”
وأضافت: “من المتوقع أن تستمر هذه الظواهر في التزايد مستقبلاً، وسيتعين علينا التكيف مع حرارة أكبر مما نشهده الآن.”
تأثير الموجة الحارة على التنوع البيولوجي وحرائق الغابات
في البرتغال، وضعت السلطات تحذيرات باللون الأحمر لعدة مناطق في النصف الجنوبي من البلاد، بما في ذلك العاصمة لشبونة، بسبب استمرار ارتفاع درجات الحرارة. وتم إعلان حالة تأهب قصوى في ثلثي البلاد لمواجهة خطر الحرائق.
وفي إيطاليا، تكافح فرق الإطفاء حرائق غابات واسعة في جزيرة صقلية، حيث شهدت البلاد 15 حريقًا يوم السبت.
في فرنسا، حذر خبراء حماية الطيور من تأثير ارتفاع درجات الحرارة على التنوع البيولوجي، حيث تواجه بعض الأعشاش حرارة تتجاوز 40 درجة مئوية، مما يهدد حياة الطيور التي تستقبل مراكز الرعاية أعدادًا كبيرة منها.
كما بدأت أنواع أسماك غازية استوائية تظهر في مياه البحر الأبيض المتوسط قبالة سواحل جنوب إيطاليا مع ارتفاع حرارة المياه، ومنها سمكة الأسد، وسمكة الضفدع الفضية الخدين، وسمكة الأرنب الداكنة، وسمكة الأرنب الرخامية.
أطلق معهد حماية البيئة والبحوث في إيطاليا حملة توعية للصيادين والسياح بالإبلاغ عن هذه الأنواع البحرية السامة التي قد تكون خطرة.
وحدة الأخبار – لندن – اليوم ميديا