الأربعاء 30 أبريل 2025
لقطة الشاشة 2024-12-14 في 4.35.55 ص

تعبيرية

vallmedia.net

يُعتبر الفضول عادة مزعجة لدى الكثير من الناس، ويسود الاعتقاد على نطاق واسع بأن الشخص الفضولي والذي يرغب بمعرفة الكثير عمن حوله هو الأكثر خسارة لأصدقائه ومعارفه وزملائه، وذلك لأنه يظهر كمن يتدخل فيما لا يعنيه أو يرغب في معرفة الكثير من شؤون الآخرين، لكن المفاجأة هي أن هذا الاعتقاد ليس صحيحاً والحقيقة مغايرة لذلك تماماً.

وبحسب تقرير نشره موقع “بي سايكولوجي توداي” الأميركي، فإن الفضول وحب المعرفة عن الآخرين له آثار إيجابية وجيدة على العلاقات الانسانية، كما أن الفضول يُشكل وسيلة لتنمية هذه العلاقات لا تدميرها، بحسب موقع العربية.

ويقول التقرير إن “الفضول الحقيقي تجاه الآخرين، أفكارهم وعواطفهم ومعتقداتهم، يُمكن أن يفيد علاقاتنا ونمونا الشخصي وحتى السعادة، وهذا النوع من الفضول ليس مهذباً أو لطيفاً فحسب؛ بل إنه تحويلي، أي أنه يُمكن أن يجعلنا أكثر جاذبية للآخرين”.

ويستعرض التقرير أربعة فوائد للفضول تتمثل في التالي:

أولاً: عندما نشعر بالفضول تجاه الناس فإنهم يحبوننا أكثر، حيث عندما يسألك شخص ما سؤالاً مدروساً عن حياتك أو يأخذ الوقت الكافي لفهم وجهة نظرك، فهذا شعور جيد، ويؤكد العلم أن الناس ينجذبون بشكل طبيعي إلى أولئك الذين يعبرون عن فضول حقيقي تجاههم.

ويقول الباحثون إن طرح الأسئلة يشير إلى الاهتمام، مما يجعل الناس يشعرون بالتقدير والفهم، وتوضح أسئلة المتابعة، على وجه الخصوص، أننا نستمع بنشاط ونهتم بما يقوله الشخص الآخر، وهذا يخلق حلقة تغذية مرتدة إيجابية: كلما سألنا أكثر، زاد إعجابهم بنا، وزاد استعدادهم للمشاركة.

ثانياً: الفضول يولد الفضول، فهذه العادة معدية، وعندما نظهر فضولاً بشأن تجارب أو معتقدات شخص آخر، فمن المرجح أن يكون فضولياً بشأن تجاربنا أو معتقداتنا، ويمكن أن يكون لهذه الديناميكية تأثيرات عميقة على مدى إقناعنا وتأثيرنا.

ثالثاً: الفضول يخلق التعاطف، حيث إن التعاطف والقدرة على فهم ومشاركة مشاعر شخص آخر هي مهارة يمكن تعزيزها من خلال الفضول. ونحن نشارك أجزاء الدماغ المسؤولة عن التعاطف والذكاء العاطفي عندما نطرح أسئلة مثل: لماذا يشعرون بهذه الطريقة؟ كيف يبدو أن نرى العالم من وجهة نظرهم؟

رابعاً: الفضول يجعلنا أكثر مرونة، حيث يزيد الفضول من مرونتنا النفسية، والقدرة على تعديل أفكارنا وعواطفنا وسلوكياتنا استجابة للتحديات. وعندما يواجه الأفراد الفضوليون الإجهاد أو الشدائد، فمن المرجح أن يتعاملوا مع مشاعرهم بعقل منفتح، ويستكشفوا ردود أفعالهم العاطفية بدلاً من تجنبها أو قمعها. وتسمح لهم هذه العملية بفهم أفضل للأسباب الجذرية لاستجاباتهم العاطفية، مما يؤدي إلى تنظيم عاطفي أكثر فعالية. ونتيجة لذلك، يمكنهم الاستجابة للمواقف العصيبة بقدر أكبر من الهدوء والمرونة.

ويخلص تقرير “بي سايكولوجي توداي” إلى التأكيد على أن “الفضول بشأن الآخرين ليس مجرد لطف اجتماعي، وإنما هو أداة قوية للتواصل والنمو والتفاهم المتبادل، ومن خلال تخصيص الوقت لفهم العالم الداخلي لشخص آخر، فإننا لا نجعله يشعر بالقيمة فحسب، بل نثري حياتنا أيضاً”.