
مقاتلة صينية
إيران تسعى لاقتناء مقاتلات صينية متطورة (J-10C) تعتمد على تكنولوجيا إسرائيلية لتعزيز قوتها الجوية وسط تعثر صفقة مقاتلات روسية (Su-35). تعرف على تفاصيل الصراع والتطورات في تحديث السلاح الجوي الإيراني.
إسرائيل تتخلى عن “لافي” وتبيع التكنولوجيا للصين
في ثمانينيات القرن الماضي، ألغت إسرائيل مشروعها المحلي لتصنيع مقاتلة الجيل الرابع “لافي” Lavi، الذي كان يُعتبر أول مقاتلة محلية الصنع تحمل اسم “الأسد” بالعبرية، بسبب ضغوط الميزانية وتكلفة المشروع المرتفعة. المشروع، الذي تنفذه شركة إسرائيل لصناعات الفضاء (IAI)، أثبت جدارته خلال الاختبارات، لكنه توقف عام 1987. بدلاً من ذلك، اعتمدت إسرائيل على مقاتلات أمريكية مثل (F-15) و(F-16)، ثم على مقاتلة الجيل الخامس الشبحية (F-35).
ومع ذلك، لم يبقَ مشروع “لافي” حبيس الأدراج، إذ تشير تقارير إلى أن التكنولوجيا الإسرائيلية الخاصة به بيعت إلى الصين، التي استخدمتها لتطوير مقاتلة (J-10C) الصينية، بحسب صحيفة “معاريف” الإسرائيلية، وهو أمر تم تسريبه في عدة مناسبات.
ضعف سلاح الجو الإيراني واحتياجه الماسة للتحديث
أظهرت المواجهات الأخيرة بين إيران وإسرائيل هشاشة سلاح الجو الإيراني، الذي يعتمد على أسطول قديم يضم مقاتلات (F-14) و(F-4) الأمريكية من عهد الشاه، إضافة إلى طائرات (ميغ 25) السوفيتية. لم تستطع هذه المقاتلات الإقلاع خلال النزاع الأخير، حيث دُمرت العديد منها على الأرض، مما دفع إيران للاعتماد فقط على قدراتها الصاروخية المتنوعة، مما يضعف قدراتها في السيطرة الجوية وتنفيذ العمليات في أعماق العدو.
التحالف مع روسيا.. صفقة (Su-35) المتعثرة
في 2023، وقعت إيران اتفاقية لشراء 50 مقاتلة روسية من طراز (Su-35) ذات الجيل الخامس، لكن حتى الآن لم تستلم سوى أربع مقاتلات فقط، بسبب استخدام روسيا لتلك الطائرات في حربها ضد أوكرانيا، مما أضعف فرص تسليم الباقي لإيران، والتي تعاني أيضًا من العقوبات الدولية التي تحد من تحديث قواتها الجوية.
المقاتلة الصينية J-10C: البديل الأقرب والأرخص
في ظل هذه التحديات، تركز إيران جهودها على إعادة إحياء المفاوضات مع الصين لشراء مقاتلات (J-10C)، وهي مقاتلة متعددة المهام بين الجيل الرابع والخامس (4.5)، تُنتجها شركة تشنغدو للطائرات التابعة لمجموعة AVIC الصينية. هذه الطائرة أقل تكلفة بكثير من الروسية (Su-35)، وتتميز برادار متطور، وقدرات عالية على الاشتباك الجوي وحمل صواريخ جو-جو مثل (PL-15)، إضافة إلى قدراتها على تنفيذ ضربات جو-أرض بدقة عالية.
تجارب ناجحة للمقاتلة الصينية في نزاع الهند وباكستان
أثبتت (J-10C) كفاءتها في المواجهات القصيرة بين الهند وباكستان في مايو 2025، حيث تستخدم القوات الباكستانية هذا الطراز الذي تمكن من إسقاط عدة مقاتلات هندية من طراز “رافال”، وهي طائرة فرنسية الصنع، ما يعكس قدرة الطائرة الصينية على منافسة مقاتلات أمريكية مثل (F-16).
التحديات والفرص أمام إيران
رغم المحاولات الإيرانية السابقة لشراء (J-10C) منذ 2015، والتي تعثرت بسبب طلب الصين الدفع بالدولار، مع إصرار إيران على الدفع بالنفط والغاز، لا تزال المفاوضات جارية وسط أمل بأن تساعد هذه الطائرات على تعزيز قدرات سلاح الجو الإيراني في السنوات القادمة.
الخلاصة والاستنتاج الاستراتيجي
إذا نجحت إيران في اقتناء مقاتلات (J-10C) الصينية، فإن ذلك سيعزز ذراعها الجوية بشكل كبير، لكنها ستظل بحاجة إلى مزيد من التحديث لتضاهي الجيوش التي تمتلك مقاتلات الجيل الخامس. الجدير بالذكر أن التكنولوجيا التي استخدمتها الصين لتطوير (J-10C) ترتكز على مشروع “لافي” الإسرائيلي، مما يضيف بعدًا استراتيجيًا لهذا التعاون غير المباشر.
لندن – ربيع يحيي