
بغداد
في ظل تصاعد التوترات الإقليمية بين إيران وإسرائيل، واجه العراق تحديًا استراتيجيًا صعبًا، إذ كاد أن يتحول إلى ساحة صراع بين القوى العظمى، إلا أن بغداد نجحت بحكمة ودبلوماسية في تفادي هذا المصير.
بغداد وسط نيران الصراع: قرار إغلاق المجال الجوي
عندما اندلعت الحرب في يونيو 2025 بين طهران وتل أبيب، لم يكن العراق طرفًا مباشرًا، لكنه وجد نفسه محاصرًا بين نيران معارك لا يخوضها. فقررت الحكومة العراقية إغلاق المجال الجوي كرسالة واضحة ترفض أن يكون العراق ممراً للعدوان أو ساحة حرب.
الانقسامات السياسية والبرلمانية: الحياد المفضل
برزت انقسامات في البرلمان بين الفصائل المؤيدة لإيران وتلك الداعمة للحياد، لكن الغلبة كانت لسياسة ضبط النفس التي تبناها رئيس الوزراء محمد شياع السوداني، مع دعم المرجعية الدينية في النجف لخطاب الاعتدال وضبط النفس.
الفصائل المسلحة: الهدوء والتروي في المحور الشيعي
اختارت الفصائل الشيعية المسلحة التابعة لمحور المقاومة الهدوء، مع إصدار تحذيرات غير تصعيدية، مدركة أن الانخراط في الصراع قد يكلفها شرعيتها وموقعها في العراق.
القوى السنية والكردية: الحياد النشط وحماية الاستقرار
تمسكت القوى السنية والكردية بالحياد النشط، مؤكدة أن العراق ليس طرفًا في الصراع، وركزت على حماية الاستقرار الداخلي والتنسيق مع بغداد في ملف الأمان.
التحديات الأمنية: اعتراض الطائرات بدون طيار وحماية السيادة
واجهت بغداد محاولات تسلل طائرات بدون طيار وتمكنت قوات الأمن من اعتراض العديد منها، مع التأكيد على سيطرة الدولة ورفض التدخلات غير الرسمية.
الأثر الاقتصادي: تذبذب الدينار وفتح آفاق استثمارية
تأثرت الأسواق بانخفاض الدينار وتوقف الواردات، لكن تدخل البنك المركزي ساهم في الاستقرار، وفتح ارتفاع أسعار النفط آفاق استثمارية جديدة بعقود بمليارات الدولارات.
موقف بغداد الدولي: مطالبات بحماية السيادة أمام مجلس الأمن
في شهادتها أمام مجلس الأمن، أكدت بغداد تعرض مجالها الجوي لانتهاكات إسرائيلية متكررة، وطالبت بوقف الانتهاكات وحماية سيادتها، في موقف يعكس وعيها بأهمية الحياد السياسي.
خاتمة: بغداد تحمي سيادتها وسط عواصف إقليمية
بنجاح دبلوماسي وسياسي، استطاعت بغداد أن تبقى مستقلة، لا بيدقاً في لعبة إقليمية، محافظًة على استقرارها الداخلي رغم الضغوط المتصاعدة.