
بنيامين نتنياهو
في تقرير ناري نشرته مجلة “نيوزويك” الأميركية، يكشف الكاتب دانييل دي بيتريس أن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو يرى أن الفرصة مواتية لإطلاق حقبة جديدة في الشرق الأوسط، خاصة بعد الضربة العسكرية القاسية التي وجهتها إسرائيل لإيران خلال حرب الـ12 يومًا.
نتنياهو صرّح من البيت الأبيض قائلاً:
“أعتقد أننا نستطيع إرساء سلام شامل في الشرق الأوسط بقيادة ترامب، يشمل كل جيراننا.”
لكن الواقع – كما ترصد “نيوزويك” – أكثر تعقيدًا.
ضربة لإيران… ومحور المقاومة يتفكك
الضربة الإسرائيلية الأخيرة لإيران، بمساعدة قاذفات B-2 الأميركية، أصابت منشآت نطنز وفوردو النووية، وسط اختراق جوي كامل لأنظمة الدفاع الإيرانية. توازيًا، تهاوت البنية القيادية لمحور المقاومة تحت وطأة عمليات إسرائيلية دقيقة خلال العام الماضي.
باراك يتوسط: هل يصنع السلام بين إسرائيل ولبنان؟
في خطوة غير مسبوقة، يتوسط السفير الأميركي لدى تركيا، توم باراك، بين إسرائيل ولبنان وحزب الله. وبحسب التقرير، فإن رد الحكومة اللبنانية على المبادرة الأميركية كان “مذهلًا”، ما فتح الباب أمام إمكانية اتفاق تاريخي.
لكن الواقع الميداني يُعقّد هذه الجهود، فإسرائيل تواصل قصف مواقع حزب الله، والحزب يرفض نزع سلاحه طالما بقيت إسرائيل على الأرض اللبنانية.
مفاوضات مع سوريا الشرع… ولكن بشروط
التقرير يفجّر مفاجأة: إسرائيل تخوض محادثات سرية مع إدارة الرئيس السوري الجديد أحمد الشرع، في وقتٍ أبدت فيه واشنطن بوادر انفتاح عبر رفع بعض العقوبات.
لكن عقبة مرتفعات الجولان تبقى حجر عثرة. فالشرع، رغم انفتاحه، لن يستطيع تسويق اتفاق يكرّس السيطرة الإسرائيلية على الجولان دون أن يُغضب تيارات داخلية قوية في دمشق.
غزة… العقبة الأكبر في طريق “السلام الشامل”
الملف الأخطر الذي يعرقل مخططات نتنياهو هو الحرب المستمرة في غزة، التي تلقي بظلالها على علاقات إسرائيل الإقليمية. فلا السعودية ولا سوريا يمكن أن تُقدِم على التطبيع، وسط استمرار المجازر وتفاقم المعاناة الإنسانية.
هل يتحقق “الفجر الجديد” أم هو مجرد وهم؟
رغم التفاؤل الإسرائيلي، ترى “نيوزويك” أن الشرق الأوسط لا يتحرك بالسرعة التي يتخيلها نتنياهو. فالتعقيدات على الأرض، من لبنان إلى غزة، لا تزال تشكل تحديات استراتيجية كبرى. لذلك، يبقى “الفجر الجديد” الذي يتحدث عنه مجرد حلم مؤجل في مشهد إقليمي يتغيّر ببطء شديد.
لندن – اليوم ميديا