image

نتنياهو وناريندرا مودي

قال خبراء وحقوقيون إن اتفاق حماية الاستثمار المرتقب بين إسرائيل والهند ليس مجرد خطوة اقتصادية، بل يمثل — وفقًا لتحليلات متعددة — محاولة لإضفاء غطاء قانوني على سياسات قمعية، وتوسيع لنفوذ أيديولوجيات يمينية قومية تخدم مصلحة الطرفين.

ووفق تقرير نشره موقع Middle East Eye البريطاني، فإن الحكومة الإسرائيلية أعلنت هذا الأسبوع أنها بصدد وضع اللمسات الأخيرة على اتفاقية مع نيودلهي تهدف إلى تعويض “المخاطر المتصورة” للاستثمار، في ظل تنامي انعدام الأمن الإقليمي، وخاصة في ظل العدوان الإسرائيلي المستمر على غزة.

اتفاق اقتصادي أم حصانة متبادلة؟

يرى نشطاء حقوق الإنسان وخبراء اقتصاديون أن الاتفاق لا يهدف فقط إلى استقطاب الاستثمار أو حماية رؤوس الأموال، بل يضمر دلالات سياسية وأمنية أعمق، خصوصًا في ظل تقارب أيديولوجي واضح بين الحكومتين.

وقال أحد النشطاء الهنود الأميركيين المقيمين في بوسطن، لموقع Middle East Eye، إن “اتفاقية الاستثمار هذه، التي تأتي تحت غطاء الشراكة الاقتصادية، سيكون لها تبعات خطيرة على المهمشين في كلا البلدين”. وأضاف: “الهند وإسرائيل ستمنحان بعضهما البعض الإفلات من العقاب في ما يخص الأنشطة غير القانونية والسياسات التمييزية. هذه الشراكة تصب في خدمة أيديولوجيات فاشية متنامية. وهذا أمر مرعب.”

تصريحات سموتريتش: الاقتصاد في خدمة السياسة

من جانبه، قال وزير المالية الإسرائيلي المتطرف، بتسلئيل سموتريتش، عند الإعلان عن الاتفاق المحتمل يوم الثلاثاء، إن “تعميق العلاقات الاقتصادية مع الهند هو أحد الأهداف التي حددتها كوزير”. ووصف الهند بأنها “صديقة حقيقية لإسرائيل”، في تأكيد على البعد الاستراتيجي للتحالف.

ورأى مراقبون أن تصريحات سموتريتش تكشف أن الاتفاق الاقتصادي يخدم أجندات سياسية لدى الجانبين، خاصة في ظل الانتقادات الدولية المتزايدة للعدوان على غزة، ومحاولات إسرائيل كسب حلفاء سياسيين واقتصاديين لتخفيف عزلة محتملة.

نيودلهي تستثمر في الصهيونية لأهداف انتخابية

يرى الأكاديمي الفلسطيني المقيم في المملكة المتحدة، عبد الله موسويس، أن الهند تستخدم العلاقات الاقتصادية المتنامية مع إسرائيل كمنصة لتحقيق مكاسب دبلوماسية تخاطب قاعدتها الانتخابية. وقال موسويس إن “الدعم الهندي لإسرائيل مدفوع بإعجاب الحزب الحاكم — بهاراتيا جاناتا — بالصهيونية. نيودلهي تعتقد أن تعزيز علاقتها مع تل أبيب سيخدمها داخليًا أكثر من انتقاد حرب تصفها منظمات دولية وعلماء قانون بأنها ترتقي إلى مستوى الإبادة الجماعية.”

لندن – اليوم ميديا