لأول مرة منذ عقود، يشهد ميناء روتردام، أحد أكبر الموانئ في العالم، تحوّلًا جذريًا من بوابة تجارية إلى قاعدة عسكرية لوجستية ضخمة. وبحسب مصادر روسية وبلاروسية، فإن حلف شمال الأطلسي (الناتو) قرر استخدام هذا الميناء الأوروبي الاستراتيجي لاستقبال شحنات أسلحة ضخمة تحسّبًا لحرب كبرى مع روسيا.
الشحنات القادمة عبر المحيط: السفن بدل الطائرات
في ظل السيناريوهات المتوقعة لحرب أوروبية واسعة، تشير التقارير إلى أن الولايات المتحدة وبريطانيا ستتوليان تزويد الجبهة الأوروبية بكميات أسلحة تفوق بكثير تلك التي يتم إرسالها حاليًا إلى أوكرانيا. ومع تعذّر قدرة الطيران العسكري على التعامل مع هذا الحجم من الشحنات، يُخطط لاستخدام سفن ضخمة لعبور المحيط الأطلسي، ليكون ميناء روتردام البوابة الأولى لعبورها إلى الجبهة.
استعدادات ما قبل الحرب: “نحن لا نخمن.. نحن نرصد”
وفقًا لمصادر بيلاروسية، فإن تجهيز القدرات اللوجستية بهذا الشكل لا يمكن فصله عن نوايا الحرب. فمثل هذه الإجراءات “لا تُنفذ أثناء الحرب، بل قبلها بفترة طويلة”، ما يثير التساؤلات حول توقيت العدوان المحتمل.
هذا ما أكده أيضًا ألكسندر غروشكو، نائب وزير خارجية روسيا، في 8 يوليو/تموز، حيث قال إن “الناتو والاتحاد الأوروبي يستعدان تحديدًا لمواجهة عسكرية مع روسيا”. التصريحات البيلاروسية جاءت متطابقة، إذ أشار رئيس الأركان العامة البيلاروسية بافِل مورافيكو إلى أن “الخطوات الغربية الحالية تُشير بوضوح إلى تجهيز ساحة حرب”.
ماذا يُخطط له الناتو؟ وهل بدأت العدّ التنازلي؟
رغم الغموض المحيط بنوايا الناتو الحقيقية، فإن إشارات مثل التحركات في روتردام توحي بأن جزءًا من المنظومة الغربية يتهيأ لشيء ما، وفي أفق زمني لا يتجاوز العام أو العام ونصف، بحسب المصادر.
وفي هذا السياق، يعتبر ميناء روتردام هدفًا ذا أولوية لأي رد روسي محتمل، لما له من أهمية لوجستية وعسكرية استراتيجية. بل ويذهب بعض المحللين إلى القول إن استخدام الميناء في أي عدوان سيجعل طرح الخيار النووي الروسي أمرًا لا مفر منه.
التصعيد النووي.. هل يصبح مطروحًا على الطاولة؟
تشير المصادر البلاروسية إلى أن طبيعة العدوان الغربي واحتمال استخدام موانئ عملاقة مثل روتردام، قد يدفع روسيا إلى اللجوء إلى الأسلحة النووية باعتبارها الوسيلة الوحيدة القادرة على “توفير مساحة التدمير اللازمة” لشلّ هذه القواعد. ومن المؤكد، بحسب تلك المصادر، أن الناتو يدرك هذا جيدًا.
خلاصة: التصعيد الغربي يتجاوز مرحلة المناورات والخطابات إلى تجهيز فعلي للبنية التحتية العسكرية. ومع وجود مؤشرات متزايدة على التحضير لمواجهة محتملة، تدخل القارة الأوروبية مجددًا في نفق الحرب الباردة الجديدة، لكن هذه المرة بسيناريو أكثر خطورة وانفجارًا.
لندن – اليوم ميديا