
دونالد ترامب
في خطوة فُهمت على أنها دفاع شخصي عن حليفه اليميني المتطرف، هدد الرئيس الأميركي السابق دونالد ترامب بفرض رسوم جمركية بنسبة 50% على البرازيل، متهمًا حكومة لولا دا سيلفا بالتآمر السياسي عبر تحالف بريكس ضد الولايات المتحدة. صحيفة بوليتيكو نقلت عن مصادر في البيت الأبيض أن قمة بريكس في ريو دي جانيرو، التي شهدت مواقف مناهضة لسياسات واشنطن، هي السبب الحقيقي وراء الغضب الترامبي.
تحالف بريكس: كابوس ترامب الاقتصادي
تحالف بريكس، الذي يضم الصين، روسيا، الهند، البرازيل، جنوب أفريقيا، وست دول أخرى، يشكل تحديًا متناميًا للهيمنة الأميركية على النظام المالي العالمي. منذ عودته إلى الواجهة، تعهد ترامب بجعل تحطيم هذا التحالف أولوية في ولايته الثانية. ويرى مراقبون أن المساعي لإنشاء عملة بديلة للدولار تهدد مباشرة النفوذ الأميركي، خصوصًا مع تعزيز التجارة باليوان بين البرازيل والصين.
قمة البريكس: إدانة علنية وضربات تحت الحزام
أصدرت قمة البريكس الأخيرة بيانًا يدين الضربات العسكرية الأميركية على إيران، وينتقد السياسات التجارية الحمائية لواشنطن. ورغم عدم تسمية ترامب صراحة، إلا أن الرد لم يتأخر، حيث لوّح بعقوبات جمركية جديدة، مستهدفا ليس فقط البرازيل، بل أيضًا دولًا أخرى منضمة حديثًا مثل مصر وإندونيسيا.
بولسونارو وترامب: صداقة تتحدى القانون
يتشارك بولسونارو وترامب سردية تزوير الانتخابات، وتواجه البرازيل اليوم محاكمة بولسونارو بتهمة محاولة الانقلاب. هذا الارتباط الأيديولوجي العميق هو ما يدفع ترامب للدفاع عنه بشراسة، حيث اتهم حكومة لولا باستخدام سلطات رقابية “غير قانونية” ضد منصات التواصل الأميركية.
الدولار في مهب الريح؟
أزمة ترامب مع بريكس تتعدى البرازيل وبولسونارو، إلى الخطر الأكبر: انهيار هيمنة الدولار. تصريحاته الأخيرة تشير إلى استشعاره الخطر الاستراتيجي من مشروع “عملة بريكس”، حيث قال صراحة: “إذا خسرنا الدولار، سنخسر حربًا عالمية”. واعتبر مستشارون لترامب أن محاولة البرازيل دعم التجارة باليوان الصيني “خيانة” للموقع التقليدي الذي كانت تشغله أميركا اللاتينية في فلك النفوذ الأميركي.
لولا vs ترامب: صراع رؤيتين
الرئيس البرازيلي لولا دا سيلفا، الزعيم اليساري الصاعد، لا ينسجم مع خطاب “أمريكا أولاً” الترامبي. دعوات لولا لنظام عالمي متعدد الأقطاب، وتعاونه الوثيق مع الصين وروسيا، تضعه على النقيض التام من توجهات ترامب. وعلى عكس رئيس الأرجنتين خافيير ميلي اليميني المؤيد لترامب، يظهر لولا كمنافس جيوسياسي مباشر في أميركا اللاتينية.
خلاصة
ما يبدو كأنه خلاف تجاري بين ترامب والبرازيل، يخفي في طياته صراعًا أوسع على مستقبل النظام العالمي، حيث تسعى دول الجنوب لتفكيك الهيمنة الأميركية، بينما يحاول ترامب حماية إرث “الدولار القوي”. بين بولسونارو وبريكس، يبدو أن ترامب يخوض معركة أكثر من مجرد تجارة: إنها معركة وجود.
لندن – اليوم ميديا