image

المفاعل النووي في محطة بوشهر للطاقة النووية

في موقف يعكس تصعيدًا محسوبًا، أعلن نائب وزير الخارجية الإيراني كاظم غريب آبادي، أن طهران مستعدة لاستئناف المفاوضات النووية مع الولايات المتحدة، “شرط التزام واشنطن بضمانات واضحة”، أبرزها: وقف أي تهديد عسكري، احترام معاهدة حظر الانتشار النووي، وإرساء الثقة المتبادلة.

التصريحات جاءت عشية اجتماع إيراني-أوروبي مرتقب في إسطنبول، يهدف إلى بحث آفاق إحياء الاتفاق النووي في أعقاب التطورات الدراماتيكية التي شهدتها إيران في يونيو، إثر ضربات إسرائيلية وأميركية استهدفت منشآت نووية وصاروخية إيرانية.

عراقجي: التخصيب لم يتوقف… إنه فخر وطني

في مقابلة مع شبكة فوكس نيوز، صرح وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي أن بلاده “أوقفت مؤقتًا عمليات التخصيب” بسبب الأضرار الجسيمة التي لحقت بمنشآت نووية إيرانية، خاصة في موقع فوردو، لكنه شدد على أن “التخصيب لا يمكن التخلي عنه مطلقًا”، مضيفًا:

“هو إنجاز علمي ووطني لعلمائنا، وأصبح الآن رمزًا للكرامة الإيرانية بعد العدوان الأخير”.

وأشار عراقجي إلى أن المرشد الأعلى علي خامنئي بصحة جيدة ويُتابع الملف النووي عن كثب، مؤكدًا أن طهران لا تمانع مبدئيًا العودة لطاولة التفاوض، وإن كانت المحادثات المباشرة مع واشنطن ليست مطروحة حاليًا.

إسرائيل تلوّح بالعودة: “ذراعنا ستصل طهران”

على الجانب الإسرائيلي، صرّح وزير الدفاع إسرائيل كاتس في 27 يونيو، أنه أمر الجيش بإعداد خطط هجومية جديدة تستهدف البنية النووية الإيرانية، محذرًا:

“إذا اضطررنا للعودة، فسنعود بقوة أكبر. ذراع إسرائيل الطويلة ستصل طهران وتبريز وأصفهان”.

التصريحات تأتي رغم وقف إطلاق النار الذي أعلنه الرئيس الأميركي دونالد ترامب في 23 يونيو، والذي أنهى حربًا استمرت 12 يومًا بين إيران وإسرائيل، خلفت أضرارًا بالغة في البنية التحتية النووية والصاروخية الإيرانية.

تعليق التعاون مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية

ردًا على هذه الهجمات، علّقت طهران تعاونها مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية، بحسب عراقجي، الذي اعتبر أن “صمت المجتمع الدولي على الضربات يشرعن الاعتداءات ويُقوّض المفاوضات”، داعيًا إلى تضمين هذا الملف في أي مباحثات نووية مقبلة.

موسكو وبكين: تنسيق استراتيجي في مواجهة الغرب

في المقابل، أعلنت وزارات الخارجية الروسية والصينية عن تنسيق وثيق بشأن الملف النووي الإيراني، خلال لقاء جمع وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف بنظيره الصيني وانغ يي في 13 يوليو.
وأكد البيان المشترك أن التعاون بين البلدين يأتي “ضمن جهود أوسع لمواجهة عالم متغيّر يشهد اضطرابات متزايدة”، ما يُفسّر دعم موسكو وبكين لموقف طهران في وجه الضغوط الغربية.

ختام: شروط طهران تغيّر قواعد اللعبة

تصريحات المسؤولين الإيرانيين تعني أن أي عودة إلى المفاوضات النووية لن تكون مجرد “إحياء للاتفاق السابق”، بل مفاوضات على قواعد جديدة، تُراعي الوقائع العسكرية الأخيرة وتعيد طرح سؤال مركزي: هل تبحث طهران عن اتفاق… أم عن اعتراف دولي بقوتها النووية والسيادية؟

لندن – اليوم ميديا

    اليوم ميديا، موقع إخباري عربي شامل، يتناول أبرز المستجدات السياسية والاقتصادية والرياضية والثقافية، ويتبع شركة بيت الإعلام العربي في لندن. 

    جميع الحقوق محفوظة © ARAB PRESS HOUSE