ترامب ينحاز لبوتين.. وزيلينسكي يرد بصواريخ باتريوت

أفادت تقارير صحفية أن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب حثّ نظيره الأوكراني فولوديمير زيلينسكي خلال اجتماع خاص في البيت الأبيض على قبول شروط روسيا لإنهاء الحرب في أوكرانيا، محذرًا من أن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين “سيدمر أوكرانيا إذا لم توافق”.
وبحسب صحيفة فاينانشال تايمز، فإن اللقاء بين ترامب وزيلينسكي تحوّل في بعض اللحظات إلى “مباراة صراخ”، حيث استخدم ترامب عبارات حادة ضد كييف.
وقال ترامب للصحفيين لاحقًا: “فليُقسَّم الأمر كما هو”، مشيرًا إلى أنه ينبغي للطرفين التوقف عند خطوط المواجهة الحالية، ووقف القتال، وبدء مفاوضات لاحقة حول الحدود النهائية.
زيلينسكي يدعو واشنطن إلى تسليم 25 بطارية باتريوت إضافية
ردًا على الموقف الأمريكي الجديد، دعا زيلينسكي إلى تعزيز الدفاعات الجوية الأوكرانية من خلال تسليم 25 بطارية صواريخ باتريوت أمريكية إضافية، مؤكدًا أن الأصول الروسية المجمدة في الغرب يمكن استخدامها لتمويل شراء الأنظمة الدفاعية.
وقال الرئيس الأوكراني في تصريحات من كييف بعد اجتماعه مع ترامب وصانعي الأسلحة الأمريكيين:
“نحتاج إلى 25 بطارية باتريوت جديدة لحماية مدننا والبنية التحتية للطاقة قبل الشتاء المقبل. يجب أن تُستخدم الأصول الروسية المجمدة لتمويل هذه الصفقات الدفاعية العاجلة”.
وتُعد منظومة باتريوت العمود الفقري للدفاع الجوي الأوكراني، لكنها ما تزال غير كافية لتغطية معظم المدن الكبرى، في ظل تصاعد الهجمات الروسية الجوية والصاروخية مع اقتراب فصل الشتاء.
ترامب يعود إلى حضن موسكو ويقترح قمة ثلاثية في المجر
بعد اتصال هاتفي دام ساعتين بين ترامب وبوتين يوم الجمعة، تراجع الرئيس الأمريكي السابق عن موقفه الداعم لكييف، ودعا إلى عقد قمة ثلاثية في المجر بمشاركة بوتين وزيلينسكي “للبحث عن تسوية شاملة”.
وقال زيلينسكي إنه مستعد لحضور القمة إذا تمت دعوته رسميًا، مضيفًا: “إذا كانت هناك دعوة رسمية بتنسيق واضح، سواء لقاء ثلاثي مباشر أو ما يسمى بدبلوماسية المكوك، فسنوافق على المشاركة”.
لكن زيلينسكي انتقد اختيار بودابست كمكان محتمل للقمة، مشيرًا إلى أن المجر بقيادة فيكتور أوربان تعتبر “العضو الأكثر تعاطفًا مع الكرملين داخل الاتحاد الأوروبي”، وأن أوربان “لا يمكنه تقديم أي شيء إيجابي لأوكرانيا”.
انتقادات أوروبية حادة لتقارب ترامب مع بوتين
أعربت كايا كالاس، مسؤولة السياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي، عن رفضها التام لأي اتفاق على حساب أوكرانيا، قائلة: “الأوكرانيون يقاتلون من أجل حريتهم واستقلالهم، ولا يمكن مكافأة المعتدي على عدوانه. هذا يُعطي إشارة خطيرة لكل الأنظمة التي تفكر في الغزو”.
كما قال وزير الخارجية الفرنسي جان نويل بارو إن بوتين لا ينبغي أن يُدعى إلى أوروبا إلا إذا كان اللقاء يهدف إلى وقف إطلاق نار فوري وغير مشروط.
وأكد: “زيارة بوتين إلى الاتحاد الأوروبي لن تكون مجدية إلا إذا أدت إلى وقف فوري وغير مشروط للقتال”.
التصعيد الروسي مستمر والدفاعات الأوكرانية في سباق مع الزمن
تزامن الجدل السياسي مع تصاعد الحرب الجوية، حيث كثّفت روسيا غاراتها على البنية التحتية للطاقة في كييف وخاركيف ودنيبرو.
ويقول القادة العسكريون الأوكرانيون إن “مفتاح النجاح يكمن في السماء”، في إشارة إلى أهمية أنظمة الدفاع الجوي المتقدمة لردع الهجمات الروسية المتكررة.
ورغم آمال كييف في الحصول على صواريخ توماهوك كروز الأمريكية بعيدة المدى، فإن التغيير المفاجئ في موقف ترامب بعد اتصاله ببوتين جعل هذه الصفقة موضع شك.
توازن دبلوماسي هشّ
في ظل هذا التصعيد، يرى مراقبون أن موسكو تحاول استغلال ميل ترامب نحو التسوية المواتية لها لإضعاف الموقف الأوكراني، فيما يسعى زيلينسكي إلى الضغط على واشنطن وأوروبا لتقديم ضمانات أمنية أكبر قبل الدخول في أي مفاوضات.
وقال مصدر أوكراني لصحيفة كييف إندبندنت: “بوتين لا يريد التحدث عن أي شيء سوى التنازلات الكبرى. هدفه هو إبقاء ترامب مترددًا في اتخاذ أي خطوات حاسمة”.
لندن – اليوم ميديا