الدعم السريع تسيطر على الفاشر.. آخر معاقل الجيش في دارفور

أعلنت قوات الدعم السريع في السودان، الأحد، أنها تمكنت من السيطرة على مقر قيادة الجيش في مدينة الفاشر، آخر المدن التي كانت لا تزال تحت سيطرة الجيش النظامي في إقليم دارفور غربي البلاد.

ولم يصدر الجيش السوداني حتى الآن أي بيان رسمي حول الوضع الميداني في المدينة، التي تشهد معارك عنيفة منذ أسابيع.

وقالت قوات الدعم السريع، في بيان عبر قنواتها الإعلامية، إنها “فرضت السيطرة الكاملة على مقر القيادة العسكرية في الفاشر”، ووصفت العملية بأنها “انتصار حاسم” في مسار الحرب المستمرة منذ 18 شهرًا ضد الجيش السوداني وحلفائه من المقاتلين المحليين والمتمردين السابقين.

وأضافت المصادر الميدانية أن المدينة عانت حصارًا خانقًا استمر لأكثر من عام ونصف، تخلله قصف متكرر بالطائرات المسيّرة والمدفعية، ما أدى إلى تدهور حاد في الوضع الإنساني وانتشار المجاعة بين نحو 250 ألف مدني ما زالوا داخل المدينة.

وأفادت تقارير من جماعات محلية بأن قوات الدعم السريع استهدفت أحياء سكنية ومدنيين خلال الهجوم الأخير، فيما حذر ناشطون من احتمال اندلاع هجمات عرقية واسعة على غرار ما حدث عقب سقوط مخيم زمزم جنوب الفاشر في وقت سابق.

وتُعد السيطرة على الفاشر منعطفًا استراتيجيًا في الحرب الدائرة بالسودان، إذ يمنح هذا التقدم قوات الدعم السريع فرصة لتكريس حكمها الموازي في إقليم دارفور، الذي أعلنت منه تشكيل حكومة محلية خلال صيف 2025.

وكانت بعثة الأمم المتحدة قد اتهمت، الشهر الماضي، الطرفين – الجيش والدعم السريع – بارتكاب انتهاكات جسيمة وجرائم ضد الإنسانية خلال القتال في الفاشر ومحيطها، مؤكدة أن المدنيين هم من يدفعون الثمن الأكبر في هذا الصراع الدموي.

وأشارت تقارير ميدانية إلى أن بعض المدنيين الذين تمكنوا من مغادرة المدينة تحدثوا عن عمليات سطو واعتداءات جنسية وقتل على يد عناصر من قوات الدعم السريع أثناء خروجهم من مناطق القتال.

ويرى مراقبون أن سيطرة الدعم السريع على الفاشر قد تمثل تحولًا جذريًا في مسار الحرب، وربما تمهّد إلى تقسيم فعلي للبلاد بين المناطق الخاضعة للجيش وتلك التي تسيطر عليها القوات شبه العسكرية.

لندن – اليوم ميديا



مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى