
من صنعاء
محمد فال معاوية
الضربات التي تلقتها جماعة الحوثي في صنعاء، مساء السبت، تحمل رسالة للجماعة وطهران بأن تعامل الرئيس الأميركي دونالد ترامب مع تهديدات إيران وميليشياتها لن يكون كتعامل إدارة سلفه جو بايدن.
هذه الضربات تسعى للحد من استهداف الحوثي لقلب إسرائيل أو للسفن في البحر الأحمر بالمسيرات والصواريخ الباليستية التي يتلقها الحوثي من طهران.
ويستبعد خبراء تخلي إيران عن الحوثي بعد الضربة القوية التي تلقتها في لبنان وسوريا لأنها بحاجة لهذا النفوذ في أي معركة محتملة مع أميركا وإسرائيل.
ويبدو أن واشنطن عملت على جمع مزيد من المعلومات الاستخبارية خلال الفترة الماضية حتى تتمكن من ضرب القدرات العسكرية للحوثيين.
ومن خلال هذه الرسالة يمكن أن نصل إلى أن ترامب يعمل على إتمام اتفاق أقوى وأشمل لا يتضمن المسألة النووية فقط، بل يتعداه إلى سلوك طهران الإقليمي ودعم الميليشيات وربما منظومة الصواريخ الباليستية والمسيرات.
وقال ترمب عبر منصة «تروث سوشيال»: «مرّ أكثر من عام منذ أن أبحرت سفينة تجارية تحمل علم أميركا بسلام عبر قناة السويس، أو البحر الأحمر أو خليج عدن» بسبب هجمات الحوثيين.
وأضاف: «لن تتمكن أي قوة إرهابية من منع السفن الأميركية من الإبحار بحرية في الممرات المائية بجميع أنحاء العالم». وقال محذراً إيران: «يجب إيقاف دعم الحوثيين فوراً».
وفي رسالة إلى الحوثيين، قال ترمب: «يجب أن تتوقف هجماتكم بدءاً من اليوم». مضيفا: «لن نتسامح مع الهجمات على السفن الأميركية، وسنستخدم القوة المميتة حتى تحقيق هدفنا».
ومع تشابك المصالح الإقليمية والدولية، يبدو أن الضربة الأميركية للحوثيين قد تفتح فصلاً جديداُ في المواجهة بين واشنطن وطهران، في وقت تزداد فيه الضغوط على جميع الأطراف المعنية.