
تعبيرية
عواصم – (vallmedia)
تخيّل أن أبسط تفاعل بين الناس، مثل دردشة سريعة في مقهى أو تحية عابرة على أحدهم في الشارع، يمكن أن تكون المفتاح لجعل الناس أكثر سعادة.
تسهم نتائج دراسة أجريت مؤخراً في تركيا في توسيع قاعدة الأبحاث العالمية حول دور التواصل الاجتماعي في تحسين مزاج الأفراد.
وتقول المؤلفة الرئيسية للدراسة من كلية العلوم الاجتماعية في جامعة سابانجي، إسراء أسجيجل: “وجدنا أن التفاعلات العفوية مع الأشخاص الذين لا تربطنا بهم علاقة عاطفية لها تأثير إيجابي على الشعور بالرضى”.
وتطرح مؤلفة الرسالة أمثلة، ذكرت منها؛ شكر السائق عند النزول من الحافلة أو تحية الوجوه المألوفة.
لكن الدراسات تظهر أن العديد من البالغين حول العالم يشعرون بعدم الراحة عند التحدث مع الغرباء، معتقدين أن ذلك إما غير مفيد أو محرج أو غير آمن.
فوائد الدردشة القصيرة
تقول الدكتورة جيليان ساندرسترم، أستاذة علم النفس في جامعة ساسكس في المملكة المتحدة، إن الحديث إلى الغرباء يحسن المزاج ويجعل الناس يشعرون بترابط أكبر مع محيطهم.
تُعد ساندرسترم واحدة من الشخصيات البارزة في الأبحاث العالمية حول فوائد الدردشة القصيرة، وهي أيضاً من المؤلفات المشاركات في الدراسة الأخيرة التي أُجريت في تركيا.
وتضيف: “التفاعل مع الغرباء يسهم في الشعور بالاتصال بالآخرين وفي شعورهم بأنهم ‘يرونك’، وهو حاجة أساسية للبشر. يؤثر ذلك ليس فقط على مشاعرنا بل أيضاً على أجسادنا وصحتنا الجسدية”.
ومنذ أن بدأت الدكتورة ساندرسترم الاهتمام بهذا الموضوع قبل أكثر من عقد من الزمان، تحدثت مع مئات الغرباء رغم أنها تصف نفسها بأنها شخص خجول ومنطوٍ. وتعتقد أن هذه التجارب قد غيرت رؤيتها للآخرين وجعلتها تثق بالناس أكثر.
وتقول: “في الغالب، تكون التجربة ممتعة. أحياناً لا يحدث شيء مميز. لكنني تعلمت الكثير من الأشياء، وسمعت قصصاً ممتعة، وتلقيت نصائح وتوصيات. يجعلني هذا أشعر بأنني جزء من مجتمع، ويجعلني أشعر بالأمان أكثر”.
ويتفق إيتارو إيشيغورو، الباحث من جامعة ريكايو في اليابان الذي أجرى إحدى الدراسات القليلة في هذا المجال خارج المجتمعات الغربية، مع هذا الرأي، قائلاً إن “التفاعلات الاجتماعية البسيطة تعزز بشكل مباشر الشعور بالانتماء”.