
الحدود بين المغرب والجزائر مغلقة منذ عام 1994
عواصم – اليوم ميديا
أكد خبراء أن قرار الجزائر عدم المشاركة في مناورات “الأسد الإفريقي” المزمع تنظيمها، خلال الفترة من 12 إلى 23 مايو المقبل، يتجاوز الجانب العسكري ليعكس تحولات استراتيجية في العلاقات المغربية الجزائرية.
وأشار الخبراء إلى أن قرار الجزائر يأتي في إطار جيو-استراتيجي يسعى للحفاظ على تمايزها السياسي والإقليمي.
وقال مسؤول في “أفريكوم”: إن الجزائر دُعيت للمشاركة في تمارين “الأسد الأفريقي” كعضو مراقب، لكنها رفضت الدعوة، مبرزا أن “الدعوة ما زالت مفتوحة”.
خطوة تطبيعية
ورغم أن المناورات لن تشمل الأراضي المتنازع عليها، إلا أن النظام الجزائري يعتبر المشاركة في هذه التدريبات بمثابة خطوة “تطبيعية” مع المغرب على الصحراء، وهو ما يعكس استمرار توتر العلاقات مع المملكة.
وقال عبد الرحمان مكاوي، خبير في الشؤون الأمنية والعسكرية، إن قرار الجزائر عدم المشاركة في مناورات “الأسد الإفريقي” في نسختها الـ11، المزمع إجراؤها في المغرب، يمثل موقفا سياسيا أكثر منه عسكريا، بحسب صحيفة “هسبريس” المغربية.
وأضاف مكاوي، أن الجزائر قد رفضت المشاركة في هذه المناورات لسنوات عدة رغم تلقيها دعوات رسمية، وهو ما يعكس توجها ثابتا في السياسة الدفاعية الجزائرية، التي تسعى إلى الحفاظ على تمايزها عن التكتلات العسكرية الإقليمية، مضيفا أن “الجزائر تفضل العمل ضمن تحالفات استراتيجية خاصة بها، بعيدا عن التدريبات العسكرية متعددة الجنسيات التي تشمل دولا حليفة للمغرب”.
وأشار مكاوي إلى أن “الجزائر اختارت الانسحاب بعدما كانت قد أبدت استعدادها للمشاركة رمزيا بستة ضباط”، بالرغم من أن “المناورات هذا العام لن تشمل الأقاليم المتنازع عليها في الصحراء المغربية، مثل إقليم المحبس”.
وقال مكاوي: إن الجزائر حاولت توظيف مشاركة الجيش الإسرائيلي في مناورات “الأسد الإفريقي” كذريعة لرفض المشاركة، رغم أن الجيشين الجزائري والإسرائيلي قد تواجدا في مناسبات سابقة ضمن تدريبات متعددة الأطراف، سواء في إطار حلف شمال الأطلسي أو تمارين عسكرية أخرى.
العلاقات المغربية الجزائرية
يرى رمضان مسعود العربي، عضو المجلس الملكي الاستشاري للشؤون الصحراوية، أن قرار الجزائر عدم المشاركة في مناورات “الأسد الإفريقي” يتجاوز الجانب العسكري ليعكس تحولات استراتيجية في العلاقات المغربية الجزائرية.
وقال رمضان مسعود، إن “هذا الموقف يعبر عن رغبة الجزائر في الحفاظ على موقف سياسي إقليمي مستقل في ظل التوترات المستمرة مع المغرب”، لافتا إلى أن “الجزائر تسعى إلى عدم إضفاء أي شرعية على التعاون العسكري بين المغرب والدول الغربية، لا سيما الولايات المتحدة، وهو ما قد يُفهم بأنه تقارب دبلوماسي قد يؤثر على موقفها الثابت بشأن النزاع في الصحراء المغربية”، بحسب صحيفة “هسبريس” المغربية.
وأضاف رئيس الجمعية الصحراوية للدفاع عن حقوق الإنسان، أن عدول الجزائر عن المشاركة في مناورات الأسد الإفريقي يمكن أن يُفهم أنه رفض ضمني للوساطة الأميركية بين المغرب والجزائر، التي أعلن عنها مستشار الرئيس الأميركي دونالد ترامب في الأيام القليلة الماضية”.
وأكد رمضان مسعود أن الجزائر تسعى إلى تجنب أي تقارب قد يفهم كقبول لوساطة أميركية قد تُفضي إلى تسوية النزاع الإقليمي حول الصحراء المغربية.