الخميس 8 مايو 2025
لقطة الشاشة 2025-05-07 في 6.36.11 ص

الحوسبة الكمومية

عواصم – (اليوم ميديا)

في خطوة وصفها العلماء بـالقفزة النوعية للبشرية، نجح باحثون في تحقيق أول عملية نقل آني للمعلومات بين حاسوبين عملاقين يعملان بتقنية الحوسبة الكمية.

تمت العملية باستخدام ظاهرة “التشابك الكمي” التي حيّرت آينشتاين وسماها بـ”الفعل المخيف عن بُعد”.

ورغم أن مصطلح "النقل الآني" يثير في أذهاننا مشاهد أفلام الخيال العلمي، حيث تنتقل الأجسام من مكان إلى آخر في لمح البصر، فإن ما تحقق حديثاً يقتصر على نقل معلومات كمية بين معالجين كموميين، بطريقة غير مسبوقة وصفها العلماء بأنها الأولى من نوعها عالمياً، وفق تقرير نشره موقع "Ecoportal".

تشابك كمي.. لا كابلات بعد اليوم

الإنجاز لا يعني انتقال المادة فعلياً كما في السينما، بل يعني أن المعلومات الكمية – أو ما يُعرف بـ"الكيوبت" – تم نقلها من كمبيوتر كمي إلى آخر عبر تشابك كمي بين الأيونات، دون الحاجة لأي كابلات أو ألياف ضوئية.

واستخدم الفريق البحثي من جامعة أكسفورد تقنية "مصيدة الأيونات"، التي تعتمد على توجيه الليزر بدقة إلى أيونات معلّقة داخل مجال كهرومغناطيسي.

وعبر التحكم في حالات التشابك بين هذه الأيونات، تمكن العلماء من نقل "الكيوبت" بنجاح.

ثورة في عالم الاتصالات

قد يبدو النقل الآني مفهوماً معقداً، لكنه يمثل طفرة قد تغيّر وجه الاتصالات كما نعرفها اليوم.

فبدلاً من الاعتماد على البتات والإشارات التقليدية، يُمكن مستقبلاً نقل كمّ هائل من البيانات الكمية بين الأجهزة حول العالم بشكل لحظي، ودون تأخير.

وبحسب مجلة "ساينس أليرت"، فإن ما تحقق يُمهّد الطريق أمام إنشاء شبكات كمومية فائقة السرعة، يمكن استخدامها في مختلف المجالات، من الحكومات إلى المستشفيات، عبر بيانات مشفرة آمنة لا يمكن اعتراضها أو اختراقها.

من الحلم إلى الواقع

ورغم أن الحوسبة الكمية لا تزال في مراحلها الأولى مقارنةً بالحوسبة الكلاسيكية، فإن هذا الإنجاز يفتح الباب أمام مستقبل لا يحتاج فيه العالم إلى كابلات لنقل البيانات.

بل قد نشهد قريباً إنترنتاً كمومياً عالمياً يُعيد تعريف كل ما نعرفه عن المعلومات والاتصالات.

إنها لحظة تحوّل كبرى، حيث تقترب البشرية خطوة جديدة من تحويل الخيال العلمي إلى واقع ملموس، يقف على أعتاب ثورة تكنولوجية لا حدود لها.