
إنريكي مع ابنته زانا
عواصم – (وكالات)
قاد المدرب الإسباني لويس إنريكي باريس سان جيرمان إلى نهائي دوري أبطال أوروبا للمرة الثانية في تاريخ النادي، بعدما تغلب على أرسنال في نصف النهائي، مساء الأربعاء.
بعد مرور عقد من الزمان على فوزه بالبطولة القارية مع برشلونة، سيعود إنريكي إلى النهائي مجددا ولكن مدربا لباريس سان جيرمان، وسيعود هذه المرة بعد أن عانى من مأساة عائلية قبل 6 سنوات.
في عام 2019، ابتعد إنريكي عن تدريب المنتخب الإسباني لقضاء المزيد من الوقت مع ابنته، بعد تشخيص إصابتها بسرطان العظام، إلا أن زانا توفيت عن عمر يناهز تسع سنوات في 29 أغسطس 2019، تاركة إنريكي وزوجته إيلينا كوليل في حالة من الدمار.
فاز إنريكي بدوري أبطال أوروبا مع برشلونة في عام 2015 واحتفل على أرض الملعب مع ابنته زانا
إن فقدان طفل هو اسوأ كابوس لأي أب، لكن إنريكي تحدث بشكل مؤثر العام الماضي عن سبب اعتقاده بأنه لا يزال "محظوظا للغاية" في الحياة، إذ قال: هل اعتبر نفسي محظوظا أم تعيسا؟ اعتبر نفسي محظوظا، محظوظا جدا، فقد عاشت معنا تسع سنوات رائعة، لدينا آلاف الذكريات عنها ومقاطع فيديو وأشياء مذهلة.
وأظهر مقطع الفيديو الذي قدمه إنريكي تكريما لابنته زانا وهي تؤدي عرضا للجمباز في الحديقة بينما كانت عائلتها تصور وتشاهد بفخر.
وتابع المدرب الإسباني: لم تتمكن والدتي من الاحتفاظ بصور زانا حتى عدت إلى المنزل وسألتها "لماذا لا توجد أي صور لزانا يا أمي؟، أجابت "لا أستطيع، لا أستطيع".
وزاد إنريكي: اعتقد أن زانا لا تزال ترانا، هي حية، ليست في العالم المادي، بل في العالم الروحي.
أبرزت كلمات إنريكي المؤثرة مدى شعوره بأن زانا لا تزال معه كل يوم، وهو مصمم على جعلها فخورة به.
وعاد إنريكي لتولي مسؤولية تدريب إسبانيا بعد ثلاثة أشهر فقط من وفاة زانا وقاد المنتخب إلى نهائيات كأس العالم 2022.
وتم إعفاؤه من منصبه بعد انتهاء البطولة في أعقاب هزيمة إسبانيا بركلات الترجيح أمام المغرب في دور الـ 16، ولكن لم يبتعد عن مقاعد البدلاء لفترة طويلة إذ تم تعيينه مدربا لباريس سان جيرمان في يوليو 2023.
كان عليه أن يتأقلم بدون ليونيل ميسي ونيمار بعد أن غادروا باريس سان جيرمان للانتقال إلى إنتر ميامي والهلال السودي على التوالي في ذلك الصيف، ورغم ذلك فاز بالدوري وكأس فرنسا في موسمه الأول مع النادي.
ثم انضم كيليان مبابي إلى ريال مدريد في الصيف الماضي، تاريكا إنريكي للتكيف بدون لاعب نجم آخر، وقد فعل المدرب البالغ من العمر 55 عاما ذلك تماما، إذ حصد باريس سان جيرمان لقبا آخرا في الدوري، كما وصل أيضا إلى نهائي كأس فرنسا ودوري أبطال أوروبا.
يبتعد نادي العاصمة الفرنسية بمباراتين فقط عن تحقيق الثلاثية التاريخية، وسيواجه إنتر ميلان في نهائي دوري أبطال أوروبا سعيا لتحقيق اللقب القاري للمرة الأولى في تاريخه، ومن المتوقع أن تكون ليلية عاطفية بالنسبة لإنريكي الذي يتطلع إلى مواصلة جعل زانا فخورة به.