
من المصدر
ربيع يحيى
أفادت وسائل إعلام عبرية أن ثمة استعدادات مكثفة تجري على قدم وسابق؛ تحسبًا لتعرض إسرائيل لزلزال مُدمر، ولا سيما وأن موقعها الجغرافي يقع قرب الوادي المتصدع الكبير، أو ما يطلق عليه الأخدود الإفريقي العظيم، ما يضعها أمام خطر محدق يحتم عليها الاستعداد لمثل هذه الكارثة ومحاولة تقليص الخسائر.
وذكر موقع “واللا” الإخباري العبري، الليلة البارحة، أن وزارة المواصلات والأمان على الطرق عقدت اجتماعًا موسعًا، ناقشت خلاله مدى جاهزية جميع الكيانات التابعة لها لمثل هذا السيناريو، ناقلًا عن الوزيرة ميري ريغيف قولها إن الأمر “يتعلق بخطر داهم”.
ملابسات الاجتماع
ووفق تقرير الموقع، فقد ترأس مدير عام وزارة المواصلات والأمان على الطرق، موشي بن زاكين، الاجتماع، عقب صدور تعليمات من الوزيرة ريغيف، والتي طالبت بزيادة الاستعدادات ورفع الجاهزية تحسبًا لسيناريو الزلزال المدمر الذي يمكن أن يضرب إسرائيل.
وشعر سكان إسرائيل بتوابع الزلزال الذي ضرب جزيرة كريت اليونانية، صباح الأربعاء، وبلغت قوته 6.3 درجة على مقياس ريختر، الأمر الذي أعاد إلى جدول أعمال الحكومة الإسرائيلية ملف تعرض البلاد لزلزال مدمر بشكل محتمل.
الاجتماع الذي عقدته تلك الوزارة لم يكن الوحيد الذي شهدته إسرائيل، إنما يعد امتدادًا لسلسلة من الاجتماعات على عقدت خلال الساعات الـ 24 الأخيرة، بمشاركة جميع كيانات الطوارئ المحلية، من بينها مرفق الإسعاف "نجمة داوود الحمراء"، وسلطة الطوارئ الوطنية، وقوات الإطفاء والإنقاذ والشرطة والبلديات.
آثار كارثية
وتحاول السلطات الإسرائيلية تخفيف آثار الزلزال المحتمل الذي يحذر منه الخبراء، من خلال إقرار آليات للتعاون بين الكيانات المختصة لضمان سلامة غالبية سكان البلاد وقت الطوارئ، وكذلك ضمان تدفق الخدمات الحكومية وعدم حدوث شلل في البلاد.
المخاوف التي دفعت إلى عقد العديد من الاجتماعات الطارئة منذ شعور الإسرائيليين بزلزال جزيرة كريت، لم تأتِ من فراغ، فقد حذر خبراء إسرائيليون مرارًا وتكرارًا من أن زلزالًا مدمرًا يوشك ان يحدث في أية لحظة، وطالبوا الحكومة بالاستعداد لمنع الأثار الكارثية، ولتقليص الخسائر في الأرواح قدر الإمكان، وفق ما أشار إليه الموقع العبري.
الإجراءات التي استعرضتها كيانات الطوارئ خلال الاجتماعات شملت التعاطي مع وضع تشهد فيه البلاد زلزالًا مدمرًا ومن ثم بدء إجلاء السكان من جانب، وانتشال المصابين من تحت الأنقاض من جانب آخر.
شلل محتمل
كما تطلب الأمر التيقن من قدرة الكيانات المعنية بوزارة المواصلات، مثل شركة قطار إسرائيل، والعديد من الهيئات الأخرى على توفير مسارات نقل بري آمنة، ووضع خرائط للبني التحتية الحيوية والجسور والطرق والأنفاق والمحاور الرئيسية، بما يسمح لأجهزة الطوارئ بنقل المصابين إلى المستشفيات.
وتخشى السلطات الإسرائيلية بالأساس حدوث شلل على الطرق التي يمكن استخدامها للتحرك لمواجهة آثار الزلزال المدمر، وتبحث كيفية منع ذلك، والحفاظ على تدفق عمل الكيانات المختصة بقطاع المواصلات، أو إعادتها للعمل بأسرع وقت حال تضرر القسم الأكبر منها.
ووفق الموقع العبري، وجد القائمون على منظومة المواصلات أن أحد الوسائل التي يمكن من خلالها التغلب على آثار شلل منظومة المواصلات البرية، هو الاستعانة بالنقل البحري وكذلك الجوي؛ لنقل المصابين، مضيفًا أن سيناريو التعرض إلى تسونامي جراء الزلزال أمر وارد أيضًا ويتعين اجراء مناورات على مواجهته.
وبيّن الموقع أن موانئ مثل حيفا وأشدود وإيلات، تعمل على التنسيق مع جميع الكيانات المختصة لمواجهة حالة طوارئ قصوى تشمل أيضًا نقل المصابين أو تسلم المساعدات الدولية.