image

بنيامين نتنياهو

اليوم ميديا – (ربيع يحيى)

تفاقمت حدة الأزمة بين تل أبيب وعدد من العواصم الأوروبية، على خلفية الحرب الإسرائيلية في قطاع غزة، وهي الأزمة التي رصدتها وسائل إعلام عبرية.

وذكرت صحيفة “معاريف” أن الخارجية الإسرائيلية استدعت السفيرة الأسبانية في تل أبيب لتوبيخها بشكل رسمي، على خلفية تصريحات رئيس الوزراء الإسباني بيدرو سانشيز، أمس الأربعاء، والتي وصف خلالها إسرائيل بأنها “دولة إبادة جماعية”.

خطورة الأزمة

وكان سانشيز قد ذكر خلال جلسة البرلمان بالعاصمة مدريد، أن بلاده “لا تتعامل تجاريًا مع دولة ترتكب إبادة جماعية”، وذلك في رده على اتهام الحكومة بـ “الاحتفاظ بالعلاقات التجارية مع إسرائيل رغم حرب الإبادة المتواصلة في غزة”.

وبحسب تقرير “معاريف” يعكس استدعاء السفيرة الإسبانية وتوبيخها مدى خطورة الأزمة التي ضربت العلاقات بين البلدين، على خلفية التصريحات الاستثنائية التي أطلقها سانشيز.

عاصفة سياسية

الصحيفة العبرية نوهت إلى أن الرئيس الفرنسي بدوره، إيمانويل ماكرون، كان قد أثار عاصفة سياسية في إسرائيل، الثلاثاء، عقب تصريحاته الحادة ضد رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، إضافة إلى انتقاده لاستمرار الحرب على غزة.

ماكرون كان قد وصف الوضع في قطاع غزة بأنه “مأساة إنسانية غير مقبولة ومروعة، ويجب وقفها”، مضيفًا أن “ما يفعله رئيس الوزراء الإسرائيلي عار”، مطالبًا بالضغط على تل أبيب وإعادة النظر في اتفاقيات الشراكة بينها وبين الاتحاد الأوروبي.

صحيفة "معاريف نبَّهت إلى أن تصريحات سانشيز وماكرون تنضم إلى سلسلة من التصريحات الأخرى التي صدرت عن مسؤولي دول أوروبية تعد صديقة لإسرائيل، من بينها بريطانيا وألمانيا، وربطت بين تزامن هذه التصريحات وبين ما قالت إنها "شائعات" بشأن تدني العلاقات الشخصية بين نتنياهو وبين الرئيس الأميركي دونالد ترامب.

الجدير بالذكر أن المندوبة البريطانية لدى الأمم المتحدة باربرا وودورد، كانت قد أكدت، الثلاثاء، "أن أطنان الطعام تتعفن على حدود غزة بدلا من إيصالها لمن يتضورون جوعا"، فيما أعرب الرئيس الألماني فرانك فالتر شتاينماير، الاثنين الماضي، عن أمله في "وقف الدمار الهائل والمعاناة المتزايدة للسكان المدنيين في غزة"، وطالب تل أبيب بالعمل على فك الحصار المفروض على المساعدات الإنسانية للقطاع.

بيان هولندي حاد

في غضون ذلك، رصدت صحيفة "إسرائيل هايوم" العبرية، انتقادات مماثلة ضد السياسات الإسرائيلية، صدرت عن رئيسة بلدية أمستردام، فيمكة هالسيما، والتي انتقدت إسرائيل بشدة خلال اجتماع مجلس البلدية أمس الأول الثلاثاء.

وأصدرت المسؤولة الهولندية بيانًا رسميًا باسم أعضاء المجلس وسكان أمستردام، جاء فيه إن "المأساة المستمرة التي يعيشها الشعب الفلسطيني تؤثر بشكل عميق على الكثير من مواطني أمستردام، فالسكان الفلسطينيون الذين يقطنون مدينتنا يُفجَعون لفقدان ذويهم (في غزة)، ويعانون ليالي بلا نوم، ويجدون صعوبة في مواصلة حياتهم اليومية".

وأضاف البيان: "إننا نرى هنا أناسًا عاجزين (الفلسطينيون في أمستردام)، مُحطمي القلب وغاضبين، في وقت تتحول فيه أجزاء واسعة من غزة إلى دمار بفعل الحرب".

كما أشار البيان إلى أن عشرات الآلاف من الفلسطينيين فقدوا أرواحهم خلال القصف الإسرائيلي وخلال أعمال عنف أخرى (ارتكبتها إسرائيل).

وفي السياق ذاته، أفاد موقع "نيوز إسرائيل"، أمس الخميس، عبر محرره رامي يتسهار، أن وضع إسرائيل الدولي يشهد تدهورًا حادًا، على خلفية رفض نتنياهو انهاء الحرب على غزة "لأسباب شخصية"، لافتًا إلى أن دول أوروبا بدأت بالفعل خطوات نحو إلغاء اتفاقيات تجارية مع إسرائيل، منها فرنسا وإسبانيا وهولندا وأيرلندا والنرويج ودول أخرى.