image

لايف ساينس نقلا عن غيتي

(اليوم ميديا)

اكتشف الباحثون ستة انحرافات مغناطيسية – تقلبات مؤقتة، وموضعية أحيانًا، في المجال المغناطيسي – في سجلّ يمتد لـ 150 ألف عام في بحيرة أفريقية، حسبما أفادوا في أبريل في مجلة “الكيمياء الجيولوجية، والفيزياء الجيولوجية، والأنظمة الجيولوجية”.

قالت أنيتا دي كيارا ، عالمة المغناطيسية القديمة في المعهد الوطني الإيطالي للجيوفيزياء وعلم البراكين في روما: أن أحد هذه الانحرافات كان شذوذًا لم يُرصد في أي مكان آخر في سجلّ الصخور.

وقد تكون هذه الانحرافات ناجمة عن دوران فوضوي في اللب الداخلي للأرض، أو عن تفاعلات بين اللب الداخلي الصلب واللب الخارجي السائل.

وأضافت دي: “هناك جهودٌ مُبذولة لفهم الظروف التي دفعت البشر إلى مغادرة أفريقيا واستقرارهم في بقية أوراسيا”.

وأوضحت دي كيارا لموقع لايف ساينس: “لاستخدام سجلات الرواسب القديمة لإعادة بناء مناخ الماضي، نحتاج إلى عصور. نحتاج إلى طريقة لتأريخ هذه الرواسب”.

وهنا تكمن أهمية التغيرات في المجال المغناطيسي للأرض. فعندما تتشكل الصخور، فإنها تُسجل المجال المغناطيسي عبر بلورات مغناطيسية صغيرة تتوافق مع المجال في ذلك الوقت.

وأوضحت دي كيارا أن معظم هذه السجلات الصخرية تأتي من المناطق القريبة من القطبين، حيث تكون هذه الإشارات أقوى، مضيفة: "أن الحصول على سجل استوائي أمرٌ مميز".

يستطيع علماء مثل دي كيارا مقارنة التغيرات المغناطيسية في طبقات الصخور من موقع ما، مثل بحيرة تشالا، بطبقات حول العالم حيث يعرف الباحثون بالفعل عمر الصخور. كما يمكنهم استخدام طبقات الصخور الناتجة عن أحداث معروفة لمعايرة البيانات. على سبيل المثال، تتضمن نواة بحيرة تشالا طبقة رماد من بركان توبا العملاق ، الذي ثار في إندونيسيا قبل 74,000 عام.

يحتوي لبٌّ صخريٌّ ورواسبٌ حُفر من قاع بحيرة تشالا، وهي بحيرةٌ بركانيةٌ خلابةٌ تقع على حدود تنزانيا وكينيا، على سجلاتٍ لتذبذبات المجال المغناطيسي للكوكب. كما يحتوي هذا الصخر على معلوماتٍ قيّمةٍ عن المناخ على مدى الـ 150 ألف عام الماضية، عندما كان البشر المعاصرون يتدفقون من أفريقيا إلى شبه الجزيرة العربية، ومنها إلى أوروبا وآسيا.