image

صورة توضيحية - غيتي

اليوم ميديا – (ربيع يحيى)

بالرغم من ما تروّجه إسرائيل عن نفسها أنها “الدولة الديمقراطية الوحيدة في الشرق الأوسط“، كشف تقرير رسمي جديدً جانبًا مظلمًا من واقع إسرائيل الداخلي، حيث تتعرض أقليات متعددة لأشكال ممنهجة من التمييز والعنصرية.

وسلط التقرير الضوء على فجوات حادة للغاية في مجالات التعليم، وسوق العمل، والسكن، والخدمات العامة، وكشف عن الفئات التي تعاني أكثر من غيرها بسبب أصولها العرقية أو الدينية.

وبحسب تقرير “الوحدة الحكومية لتنسيق مكافحة العنصرية” لعام 2024 والذي نشر أمس الأحد، فإن 39% من المكالمات الواردة إلى الوحدة كانت بسبب ادعاءات العنصرية والتمييز ضد أفراد المجتمع العربي، و16% كانت بسبب ادعاءات العنصرية والتمييز ضد أفراد المجتمع الإثيوبي، وكانت غالبية الشكاوى تتعلق بالتمييز في تقديم الخدمات، والتمييز في التوظيف، والمنشورات والتصريحات العنصرية.

وركزت الشكاوى التي قدمها عرب الداخل على تعرضهم للعنصرية والتمييز في الخدمات الحكومية، أو بشأن ظروف التشغيل، إضافة إلى تعرضهم لألفاظ عنصرية.

وجاء يهود إثيوبيا، البالغ عددهم قرابة 155 ألف نسمة (1.7% من تعداد سكان إسرائيل) في المركز الثاني من حيث أعداد الشكاوى المقدمة لتلك الوحدة، بنسبة 16%، وهو ما أكدت عليه صحيفة “إسرائيل اليوم” العبرية.

ماهية الشكاوى

وأشار التقرير إلى أن الوحدة الحكومية لتنسيق مكافحة العنصرية فتحت خلال العام الماضي وحده 367 تحقيقًا بشأن شكاوى على صلة بالعنصرية والتمييز، فيما أشارت الصحيفة إلى أن تلك الأرقام تقل عن العام الذي سبقه، بيد أن ظاهرة العنصرية تبقى أبعد من التراجع بشكل كبير.

ولفت التقرير إلى أنه بتصنيف الشكاوى التي وصلت، تبين أن العرب في إسرائيل كانوا الأكثر معاناة من العنصرية والتمييز بنسبة (39%)، يليهم الإسرائيليون من ذوي الأصول الإثيوبية بنسبة (16%)، وفي المركز الثالث حل اليهود الحريديم (متشددون دينيًا) بواقع 15%، ثم اليهود الذين هاجروا من دول الاتحاد السوفيتي السابق بنسبة 5%.

وبيَّن أن 29% من إجمالي الشكاوى المقدمة تتعلق بالتعرض للتمييز خلال تلقي الخدمات العامة بما يتناقض مع قانون منع التمييز، بينما ركز 12% من الشكاوى على التعرض للتمييز خلال العمل.

وهناك شكاوى بلغت 11% تتعلق بالتعرض للعنصرية بناء على صورة نمطية ترسخت في أذهان من قُدِّمت بحقهم تلك الشكاوى، بينما تعرض 9% من مقدمي تلك الشكاوى لعبارات تحمل طابعًا عنصريًا خلال أداء الخدمة العامة، وهناك 6% من الشكاوى تتعلق بعنصرية خلال التعليم، بينما تعرض 4% من مقدمي الشكاوى لمواقف عنصرية من قبل الشرطة وأجهزة إنفاذ القانون.

الأعداد قد تكون أكبر

ومن بين الأمثلة على الشكاوى المقدمة، واحدة تتعلق بسائق سيارة إسعاف عربي، كان ينقل مصابين، بيد أنه تعرض لعبارات عنصرية من قبل حارس أمن يهودي بإحدى المستشفيات بوسط البلاد، كونه عربيًا، بينما اشتكت سيدة حريدية من إقالتها من العمل كونها تنتمي لهذا القطاع المتدين.

أحد المراكز الخاصة في إسرائيل، ويعمل على تقديم الدعم لمتضرري العنصرية، ويحمل اسم "مركز ضحايا العنصرية"، أصدر بيانًا للتعقيب، نقلته الصحيفة العبرية، أعرب خلاله عن قلقه بشأن تفاقم حالة العنصرية في المجتمع الإسرائيلي.

وورد في البيان أن التقرير الرسمي يعكس جزء فقط من الواقع، وأنه في الوقت الذي تلقى فيه المركز التابع لوزارة العدل 367 شكوى، فإن مركز ضحايا العنصرية تلقى بدوره 433 شكوى أخرى في العام ذاته.