image

تعبيرية

اليوم ميديا – (ربيع يحيى)

تقف أجهزة الاستخبارات الإسرائيلية عاجزة عن بناء تصورات بشأن الأنماط السلوكية التي يتشاطرها الإسرائيليون الذين لم يترددوا في قبول عرض إيراني بالتجسس.

واصطدم جهاز الأمن العام “الشاباك”، المعني بالأمن الداخلي، بمعضلة؛ إذ لا يمكنه وضع قواعد وأسس تمكنه من فهم طبيعة الشخصية المؤهلة للتحول إلى جاسوس، يبيع المعلومات للاستخبارات الإيرانية مقابل المال.

سقوط عشرات الإسرائيليين في قبضة الاستخبارات الإيرانية هي القضية التي سلطت قناة “الأخبار 12” العبرية الضوء عليها، اليوم الثلاثاء، وكشفت أنه منذ مستهل عملية “السيوف الحديدية” على قطاع غزة، وُجِّهت اتهامات إلى 34 إسرائيليًا في 19 قضية تجسس لصالح إيران.

آخر هذه القضايا تتعلق بشاب يبلغ من العمر 18 عامًا، باشر تصوير الإجراءات الأمنية التي تحيط رئيس الوزراء السابق نفتالي بينيت، وهي القضية التي سُرِّبت تفاصيلها أمس الأول الأحد، إلا أنها لا تعدُ كونها واحدة من بين عشرات الملفات التي تحقق فيها أجهزة الاستخبارات الإسرائيلية، سواء بعد الحرب على غزة أو قبلها.

ذراع إيرانية جديدة

الشهور الأخيرة شهدت تقديم 34 لائحة اتهام بحق مواطنين إسرائيليين، وبعد أن تعاطى الإعلام العبري مع باكورة هذه القضايا على أنها تنم عن سذاجة الشخص المتورط، وخداعه من قبل الاستخبارات الإيرانية، تنظر شخصيات أمنية تحدثت إلى القناة اليوم إلى هذه الظاهرة من منظور الخطر الداهم الذي يهدد الأمن القومي، كما يعتقدون أن طبيعة المعلومات المطلوبة من عملاء إيران تؤشر على رغبة إيرانية في تنفيذ عمليات اغتيال داخل إسرائيل.

وبحسب القناة، شهدت السنوات الأخيرة ظهور ذراع إيرانية جديدة تعمل على تجنيد الإسرائيليين عبر شبكة الإنترنت، تحولت إلى ظاهرة منذ بدء حرب غزة، ناقلة عن مصادر أمنية لم تكشف هويتها أن: "الأمر لا يتعلق بشخص واحد أو شخصين، بل ظاهرة لم يدرك الجمهور الإسرائيلي بعد مدى خطورتها على الأمن القومي".

لا نمط سلوكي مشترك

ولا يشترك أغلب الذين وقعوا في فخ العمالة لإيران في أمور كثيرة، فهم إمّا شبان أو كبار السن، كما أن إسرائيليين من المتشددين دينيًا (الحريديم) تورطوا، وتورط أيضًا مهاجرون جُدد، أو أشخاص على وشك الالتحاق بالخدمة العسكرية، وسقط في فخ إيران إسرائيليون يهود وعرب.

ويضع هذا التباين صعوبات كبيرة أمام أجهزة الاستخبارات الإسرائيلية لبناء صورة واضحة للأنماط السلوكية المشتركة التي يمكن الاستناد إليها لتوقع إمكانية تجنيد شخص ما.

نقطة أخرى أشارت إليها القناة، وهي أن بعض من تعاونوا مع إيران لم يكونوا على دراية بأنهم يعملون لصالح الاستخبارات الإيرانية، وبعضهم علم بذلك ووافق.

لكن على الرغم من ذلك، هناك عامل مشترك واحد لاحظه المحققون في قضايا التجسس كافة، وهو أن من قبلوا التعاون مع إيران لديهم الشغف للثراء السهل والسريع، ومن ثم أبدوا استعدادًا لتنفيذ مهمات، حتى من دون طرح أسئلة.

تفاقم الظاهرة

وأكدت القناة العبرية إلى أن أجهزة الأمن الإسرائيلية لاحظت تزايد محاولات إيران لتجنيد عملاء إسرائيليين، وفجرت مفاجئة، وهي أن مئات الإسرائيليين تواصلوا بالفعل مع جهات إيرانية، لكن عشرات الحالات فقط قبلت تنفيذ مهمات لصالح تلك الجهات.

وذكر مصدر أمني للقناة أن المخاوف الرئيسية هي أن تمتلك الاستخبارات الإيرانية موطئ قدم داخل إسرائيل، ومن ثم يمكن أن يصل الأمر إلى المساس بشخصيات إسرائيلية عبر عملاء، ولا سيما وأنهم يعملون بحرية كاملة.

وأوضح المصدر أن الضباط الإيرانيين يبدأون بطلبات بسيطة من العملاء الإسرائيليين، مثل تصوير مواقع أو وضع ملصق على جدار، وبعدها ربما يطلبون مستقبلًا تنفيذ عملية قتل أو اغتيال، محذرًا بقوله: "لسنا أمام مزحة، إننا نواجه تأثيرًا مباشرًا على أمننا"، على حد قوله.