
إغلاق مركز بحوث الطوارئ الإسرائيلي
اليوم ميديا – (ربيع يحيى)
يبدو وأن التداعيات الاقتصادية للحرب الإسرائيلية على قطاع غزة بدأت تغير أولويات الإنفاق الحكومي بشكل ظاهر للعيان، للحد الذي وصل إلى قرار وقف تمويل واغلاق أحد أهم المركز البحثية لدراسة وإدارة حالات الطوارئ الوطنية في البلاد.
وشنَّ موقع “واللا” العبري، اليوم الأربعاء، هجومًا على القرار، الذي يضرب بعرض الحائط الكوارث التي تمر بها إسرائيل، وعلى رأسها تداعيات الحرب وما انبثق عنها من مشكلات داخلية، إضافة على دروس جائحة “كورونا”، فضلًا عن مخاطر تغير المناخ والاحتباس الحراري، والتحذيرات الأخيرة من زلازل مدمرة أو موجات تسونامي لم تعرفها البلاد من قبل.
اختصاصات حساسة
الكوارث الطبيعية أو تداعيات الحرب على المجتمع الإسرائيلي كانت من صميم عمل عشرات الباحثين الكبار الذين التحقوا منذ سنوات بـ “المركز الوطني للمعرفة والبحوث للاستعداد للطوارئ”، والذي دشنته وزارة الابتكار والعلوم والتكنولوجيا، ليعد الأول من نوعه المختص بدراسة حالات الطوارئ والكوارث وإدارتها.
وكان المركز الذي تقرر غلقه قد أسهم بالعديد من البحوث والتوصيات والرؤى بشأن إدارة الكوارث الطبيعية والأزمات، مثل الحرائق، والزلازل، والأوبئة، والعواصف، والفيضانات، والكوارث الناجمة عن الأفعال البشرية، والكوارث البيئية والكيميائية، إضافة إلى احتواء آثار الهجمات السيبرانية والكوارث النووية والأعمال العدائية والإرهاب.
وعمل هذا المركز لسنوات بالشراكة مع مؤسسات مهمة، منها جامعة حيفا، ومعهد التخنيون، والجامعة العبرية بالقدس المحتلة، كما تعاون مع باحثين في المجالات العسكرية من شركة "رفائيل"، إضافة إلى مؤسسات طبية وتعليمية واغاثية، محلية ودولية.
قرار الغلق
وذكر موقع "واللا" أن تأسيس المركز كان أحد دروس حرب لبنان الثانية، وكان تأسيسه هدفًا استراتيجيًا يسعى لمبادرة وتنسيق عمليات البحوث والتطوير في مجال الاستعداد لحالات الطوارئ وإدارة الكوارث.
وأشار إلى أن وزارة الابتكار والعلوم والتكنولوجيا أبلغت إدارة المركز أنها لن تتمكن من تمويله بدءًا من شهر يونيو المقبل، مضيفًا أن القرار يأتي على الرغم من أن إسرائيل تعيش في حالة طوارئ بالفعل.
واضطر القائمون على المركز، الذي يضم 85 باحثًا وخبيرًا إلى اتخاذ قرار بوقف العمل، ونقل الموقع بيانًا صدرًا اليوم عن المركز، ورد فيه أن "محاولات تأمين تمويل حكومي مستقر للمركز لم تفلح حتى الآن، ومن ثم فإن مصير المركز للأسف هو الغلق وانهاء أعماله أواخر حزيران/ يونيو المقبل".
خطأ مشترك
ويعمل مركز الطوارئ منذ كانون الثاني/ يناير 2018 على تحسين مستوى جاهزية وكفاءة أجهزة الدولة لمواجهة حالات الطوارئ، مثل رفع كفاءة السلطات المحلية والوزارات، ويضع أهدافًا استراتيجية قابلة للتطبيق، من شأنها أن تدعم الأجهزة المختلفة لمواجهة الأزمات والكوارث الطبيعية.
وأخبرت مصادر بالمركز الموقع العبري أن وقف التمويل "يعد خطأ مشترك تتحمله وزارة الابتكار والعلوم والتكنولوجيا وسلطة الطوارئ الوطنية، وأوضح أن سلطة الطوارئ الوطنية كانت الأولى التي أوقفت تمويل المركز البحثي، قبل أن تلحق بها الوزارة".