image

اليوم ميديا – (ربيع يحيى)

تفاقمت الأزمة بين تل أبيب وبين دول الاتحاد الأوروبي، على خلفية استمرار الحرب على قطاع غزة، وفي ظل حرمان سكان القطاع من المساعدات الإنسانية ومخاوف الاتحاد من تعرض القطاع إلى مجاعة.

ووافقت إسرائيل خلال الأيام الأخيرة على إدخال شاحنات مساعدات محدودة، من خلال معبر كرم أبو سالم، بعد ضغوط الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة، إلا أن مسؤوليها أكدوا أنها لن تحمل سوى مواد غذائية محدودة، وذلك في معرض طمأنتهم للجمهور اليميني المتطرف المتعطش لاستمرار الحرب.

خطوة غير مسبوقة

موقع “غلوبس” العبري أشار، الليلة الماضية، إلى خطوة أوروبية غير مسبوقة، تزعزع العلاقات التجارية بين الجانبين، وتوشك أن تُفقِد إسرائيل منظومة التبادل التجاري والتي تقدر بحوالي 50 مليار يورو سنويًا.

وكانت مسؤولة السياسة الخارجية بالاتحاد الأوروبي كايا كالاس، قد قررت أمس الثلاثاء، إصدار أمر بمراجعة اتفاق الشراكة بين الاتحاد الأوروبي وإسرائيل، وهو اتفاق للتجارة الحرة بين الجانبين؛ ردًا على السياسات الإسرائيلية بشأن ادخال المساعدات الإنسانية إلى القطاع إضافة إلى استمرار الحرب.

وعدا عن ضرب منظومة التبادل التجاري التي تنعش الاقتصاد الإسرائيلي، أكد موقع "غلوبس" أن مراجعة اتفاقيات الشراكة تطال اتفاقية "السماوات المفتوحة"، والاتفاقيات الخاصة بالتبادل الطلابي، وبرامج التعاون البحثي، وجميع أوجه التعاون بين إسرائيل والاتحاد الأوروبي.

اجماع أوروبي

وخلال اجتماع وزراء خارجية الاتحاد الأوروبي، في بروكسيل، أكدت مسؤولة السياسة الخارجية أن أغلب دول الاتحاد وافقت على إعادة مراجعة اتفاقيات الشراكة مع إسرائيل.

ودعمت باريس وغيرها من العواصم الأوروبية مراجعة اتفاقية الشراكة بين الاتحاد الأوروبي وإسرائيل، للتيقن من احترام تل أبيب لالتزاماتها تجاه حقوق الإنسان.

المادة الثانية من اتفاقية الشراكة، وهي الاتفاقية الموقعة في بروكسيل عام 1995 ودخلت حيز التنفيذ بعدها بخمس سنوات، تنص على أن العلاقات بين الطرفين يجب أن تُبنى على مبدأ احترام حقوق الإنسان والمبادئ الديمقراطية.

ووفق الموقع العبري، كانت كل من وأيرلندا وإسبانيا قد طرحتا مبادرة مماثلة العام الماضي، إلا أنهما اصطدمتا بسياسات داعمة لإسرائيل داخل الاتحاد الأوروبي، هي التي قوضت مراجعة الاتفاقيات.

لكن المبادرة التي جاءت من هولندا هذه المرة، حظيت بدعم أوروبي واسع، وانضمت إليها كل من السويد، وفنلندا، والبرتغال، وبلجيكا، وغيرهم من الدول.

الخناق يضيق

وقالت صحيفة "معاريف"، الأربعاء، إن الاتحاد الأوروبي بدأ يضيق الخناق على إسرائيل، وأن مراجعة العلاقات لا تعني فقط منظومة التبادل التجاري إنما تطال أوجه التعاون الأخرى، على رأسها التعاون في البحث العلمي.

وكشف أن لجنة خاصة برؤساء الجامعات البحثية، التي تضم جميع رؤساء المؤسسات الأكاديمية الكبرى في إسرائيل، أعربت عن قلقها العميق جراء القرار الأوروبي وتداعياته.

وأفادت أن رؤساء الجامعات الإسرائيلية استعرضوا اليوم الأربعاء، خلال اجتماع، التداعيات المحتملة للقرار الأوروبي، وحذروا من أنها قد تكون غير مسبوقة وأنها ستضرب وضع إسرائيل كقوة علمية رائدة، وستمس قدرتها على الاحتفاظ بالريادة العلمية في جميع مناحي البحوث العلمية.