image

✍️ ربيع يحي – (القاهرة)

استغل أخصائي نفسي إسرائيلي حالة الفوضى التي تشوب قطاع الطب النفسي في البلاد، منذ بدء الحرب على قطاع غزة، والاضطرابات النفسية والعقلية والسلوكية التي تخيم على المجتمع، ونجح في العثور على وسيلة للاحتيال وبناء ثروة على حساب معاناة الجنود والعائلات.

وأوقفت الشرطة الإسرائيلية، أمس الأربعاء، أخصائي نفسي، اعتاد إعداد تقارير ووثائق مزورة حول مرضى نفسيين من الجنود، الذين أصيبوا بالصدمة خلال العمليات العسكرية، إضافة إلى أفراد عائلات ثكلى، لديهم اضطرابات نفسية جراء فقدان أحد أبنائهم.

◀️ ملايين الشواكل من جيوب الجنود المصدومين

ووفق صحيفة “إسرائيل هايوم” العبرية، أظهرت التحقيقات أن الأخصائي النفسي وقّع إيصالات وتقارير طبية مزورة وسلمها لجهات حكومية تباشر تمويل العلاج النفسي للجنود والعائلات.

كما تشمل الاتهامات التي تواجه الأخصائي النفسي التهرب الضريبي بمبالغ تصل قيمتها إلى مليوني شيكل، بعد أن اتضح أنه دأب على تقديم نماذج إيصالات مخفضة إلى سلطة الضرائب، لا تحتسب الدخل الحقيقي الذي يحصل عليه.

◀️ وزارة الدفاع.. ضحية أم شريك في الصمت؟

وأشارت الصحيفة إلى أن غالبية الأشخاص الذين يتلقون العلاج النفسي هم من جنود الجيش المصابين بالصدمة، أو أفراد العائلات الذين فقدوا أحد أبنائهم خلال الحرب على غزة، وجميع هؤلاء لديهم الحق في تلقي الرعاية النفسية بتمويل من قسم التأهيل بوزارة الدفاع، حيث تتحمل الوزارة التكلفة.

الأخصائي النفسي المتهم من بين الأخصائيين المتعاقدين مع وزارة الدفاع الإسرائيلية، بحيث يستقبل المركز الذي يديره المصابين النفسيين، ومن ثم يعد التقارير بشأن فترة وطبيعة العلاج الذين تلقوه ويقدمها للقسم المشار إليه بوزارة الدفاع، ومن ثم يُحصِّل المقابل المالي.

◀️ تلاعب بالموتى والأحياء

إلا أن غالبية التقارير التي قدمها لقسم التأهيل كانت مزورة، حيث أكدت الصحيفة أن الأخصائي زوّر إيصالات لأشخاص لم يتلقوا العلاج في المركز الذي يديره.

وأثبتت التحقيقات أن بعض الإيصالات والتقارير التي وصلت قسم التأهيل بوزارة الدفاع تحمل أسماء جنود بالاحتياط، تزامنت تواريخ علاجهم المدونة في الإيصالات مع مشاركتهم في العمليات العسكرية في قطاع غزة، أي أنهم كانوا في الحرب وقت تلقي العلاج.

◀️ صدمة جماعية وفراغ نفسي متصاعد

وفي نوفمبر الماضي، كشفت صحيفة "يديعوت أحرونوت" أن 6 جنود على الأقل انتحروا خلال الحرب، وأكدت أن تلك الأرقام تخفي أرقامًا أكبر يرفض الجيش كشفها، أو الحديث عن الأعداد التي حاولت الانتحار.

وأضافت نقلًا عن بيانات رسمية لقسم التأهيل بوزارة الدفاع، في ذلك الحين، أن 12 ألف جندي أصبحوا في عداد المعاقين جسديًا منذ بدء الحرب، وأن 1000 جندي شهريًا في المتوسط ينضم إلى طابور المعاقين، وسط توقعات أنه في حال استمرت الحرب طويلًا سيصل عدد الجنود المعاقين إلى 20 ألف جنديًا.

◀️ من يراقب قطاع العلاج النفسي؟

المعطيات تؤكد أن 40% من المصابين جسديًا يحتاجون إلى تأهيل نفسي، وكل ذلك، إضافة إلى أعداد الإسرائيليين الذين أصيبوا بصدمة نفسية خلال الشهور الأخيرة، هو ما فتح شهية الطبيب النفسي المتهم لاستغلال الأوضاع وجني ملايين الشواكل المخصصة لعلاج هؤلاء المرضى النفسيين.