image

✍️ منيا محمد عامر – (واشنطن)

في خطوة صادمة وغير مسبوقة، ألغت إدارة ترامب، يوم الخميس، صلاحية جامعة هارفارد في تسجيل الطلاب الدوليين، متسببة في أزمة داخل واحدة من أعرق المؤسسات الأكاديمية في العالم.
القرار جاء كرد فعل على رفض هارفارد تسليم سجلات سلوك طلابها الأجانب، الأمر الذي اعتبرته وزارة الأمن الداخلي تحديًا مباشراً لسلطتها.

وقالت الوزارة في بيان رسمي: “لم يعد بإمكان جامعة هارفارد استقبال الطلاب الأجانب. وعلى من هم موجودون حاليًا في الولايات المتحدة إما المغادرة أو فقدان وضعهم القانوني”، وفق ما نقلته شبكة (CNN) الاميركية.

وزيرة الأمن الداخلي، كريستي نويم، أمرت بإنهاء اعتماد برنامج الزوار والطلاب الأجانب (SEVP)، مما قد يُطيح بمستقبل آلاف الطلاب الدوليين، الذين يشكلون أكثر من ربع عدد طلاب الجامعة.

البيت الأبيض لم يتردد في شن هجوم عنيف على الجامعة، مؤكدًا أن "التحاق الطلاب الأجانب بالجامعات الأميركية امتياز وليس حقًا"، متهمًا إدارة هارفارد بتحويلها إلى "حاضنة لأفكار مناهضة لأميركا، ومعادية للسامية، ومؤيدة للإرهاب".

وفي تصريحات لافتة، قالت المتحدثة باسم البيت الأبيض، أبيغيل جاكسون، إن الجامعة "أخفقت مرارًا في حماية مصالح الطلاب الأميركيين، وحان الوقت لتحمّل المسؤولية".

الصدام بين الطرفين لم يكن وليد اللحظة، بل جاء بعد شهور من التوتر. إذ طالبت الإدارة مرارًا بتغييرات جذرية في سياسات التوظيف والقبول والبرامج الأكاديمية في الجامعة، للقضاء على ما وصفته بـ "ثقافة التمييز والعنصرية المقنعة تحت ستار التنوع والشمول".

لكن هارفارد رفضت الانصياع، معتبرة تلك المطالب تهديدًا صريحًا لاستقلالها الأكاديمي، وخرقًا لحقوقها الدستورية. وأعلنت في بيان رسمي أن قرار إلغاء البرنامج "غير قانوني ومُجحف"، مشددة على التزامها الكامل باستضافة الطلاب والعلماء الدوليين من أكثر من 140 دولة.

المتحدث باسم الجامعة، جيسون نيوتن، وصف القرار بأنه "إجراء انتقامي يضرب في صميم الرسالة الأكاديمية والبحثية لهارفارد"، مضيفًا أن الجامعة تتحرك بسرعة لحماية طلابها.

في العام الأكاديمي 2024-2025، يُشكل الطلاب الدوليون ما نسبته 27.2% من إجمالي الملتحقين بالجامعة، أي حوالي 6,793 طالبًا من أصل 9,970 في مجتمعها الدولي، مما يجعل هذه الضربة قاسية وغير مسبوقة.