لقطة الشاشة 2025-05-23 في 4.46.32 ص

✍️ ربيع يحيى – (القدس)

في تطوّر يكشف أبعادًا خطيرة للعلاقة الملتبسة بين الأمن والجريمة في المنطقة، ضبطت السلطات الإسرائيلية للمرة الثانية خلال أسبوعٍ واحد، محاولة تهريب مخدرات إلى قطاع غزة، تورط فيها هذه المرة جنود نظاميون ومدنيون إسرائيليون، بحسب ما كشفه موقع “واللا” العبري.

◀️ معلومات استخبارية ومداهمات ميدانية

التحقيق الذي تقوده الشرطة العسكرية بالتعاون مع الشاباك والجيش الإسرائيلي، أفضى إلى توقيف عدد من المتورطين عند أحد المعابر المؤدية إلى غزة، بعد توفر معلومات استخبارية دقيقة. وقد وُجد بحوزة المعتقلين مئات عبوات السجائر وكميات من المخدرات، قدّرت قيمتها بمئات الآلاف من الشواكل.

ليست هذه المرة الأولى التي يُكشف فيها عن عمليات تهريب إلى القطاع، لكن اللافت هذه المرة أن الوسيلة المستخدمة كانت طائرات مسيّرة يتم التحكم بها عن بعد، ويتم إرسالها من داخل إسرائيل محمّلة بالبضائع الممنوعة لتسليمها إلى جهات في غزة.

◀️ المسيّرات: سلاح تهريب وسلاح محتمل

تشير التحقيقات إلى أن هذه المسيّرات لا تُسترجع بعد عملية التهريب، بل تبقى في القطاع، ما يثير مخاوف أمنية كبيرة من استخدامها لاحقًا في عمليات عسكرية ضد إسرائيل. وتكشف مصادر "واللا" أن الأجهزة الأمنية تعمل حاليًا على تقويض هذه الإمكانية، من خلال رصد الطائرات ومواقع هبوطها، وحتى قصفها جوًا إذا استدعى الأمر.

◀️ اتهامات خطيرة تتجاوز التهريب

المتهمون الثلاثة الذين اعتُقلوا هذا الأسبوع يواجهون اتهامات تتجاوز حدود الجريمة المنظمة. فهم ليسوا فقط مهربين للمخدرات، بل يشتبه في تزويدهم كيانات معادية بوسائل تكنولوجية يُمكن استخدامها في عمليات إرهابية. كما يواجهون تهم مقاومة الشرطة وعرقلة التحقيقات وقيادة المركبات دون ترخيص.

◀️ بين المال والأمن: الجريمة تكشف هشاشة المؤسسة

تسلّط هذه القضية الضوء على هشاشة في المؤسسة الأمنية الإسرائيلية، حيث ثبت تورط عناصر من الجيش في شبكة إجرامية ذات طابع أمني حرج. كما تعكس حجم الأرباح التي تُغري المتورطين، في ظل سوق سوداء نشطة بين إسرائيل وغزة، تشمل التبغ والمخدرات وحتى التكنولوجيا.

◀️ جريمة في زمن الحرب

أن يتم تهريب المخدرات في عز التصعيد العسكري، وفي ظل وضع متوتر على الحدود مع غزة، فهذا يكشف أن الجريمة المنظمة لا تعترف بجبهات القتال ولا بحالة الطوارئ، بل توظفها لصالح شبكاتها.

ففي حين تنشغل الدولة بتأمين حدودها، يختار بعض جنودها أن يجعلوا من تلك الحدود معبرًا للربح الشخصي، حتى ولو على حساب أمن وطنهم، وسلامة خصومهم.