لقطة الشاشة 2025-05-23 في 5.06.18 ص

✍️ ربيع يحيى – (أنقرة/ تل أبيب)

في كواليس صامتة وتحركات دبلوماسية لا تقل سخونة عن ميادين القتال، تكشف تقارير عبرية عن تدشين “خط ساخن” مباشر بين الجيشين الإسرائيلي والتركي، في خطوة تثير تساؤلات حول التحولات الجارية في خريطة النفوذ العسكري بسوريا، والمآلات المحتملة لأي تصعيد إقليمي.

الخط، الذي ذكرت تفاصيله مجلة Epoch الإسرائيلية، جاء على غرار التنسيق الأمني السابق بين تل أبيب وموسكو منذ دخول الأخيرة الأراضي السورية عام 2015. اليوم، وبحسب التسريبات، فإن التنسيق التركي-الإسرائيلي يهدف إلى تجنب الاشتباك المباشر في الأجواء السورية، وضمان “سلامة الطيران” خلال تنفيذ المهام العسكرية.

◀️ تنسيق مفتوح… من باكو إلى تدمر

تجري مباحثات رفيعة المستوى بين أنقرة وتل أبيب منذ أبريل الماضي في العاصمة الأذربيجانية باكو، وتشير المعلومات إلى تفعيل الخط الساخن مؤخرًا، مع عمله على مدار الساعة لتفادي أي سوء تقدير قد يؤدي لاشتباك عسكري، خاصة مع تزايد نشاط القوات الجوية في الأجواء السورية.

◀️ قبول إسرائيلي بالوجود التركي؟

رغم التصريحات التركية المعلنة عن رفضها السماح لإسرائيل بحرية العمل العسكري في سوريا، إلا أن التقارير تشير إلى قبول إسرائيلي مبدئي بالوجود التركي البري، بما في ذلك قوات مشاة ودبابات، مقابل تنسيق تقني حول مواقع الرادارات وأنظمة الدفاع الجوي، خصوصًا في المناطق القريبة من قواعد مثل (T4).

هذه القاعدة، التي سبق أن استهدفتها إسرائيل بغارات جوية متكررة، باتت اليوم في قبضة الأتراك، الذين يسعون لتحويلها إلى منصة للمسيرات الهجومية والاستطلاعية، ضمن جهود معلنة لمحاربة تنظيم “داعش”، لكن بطموحات تتجاوز بكثير أهداف محاربة الإرهاب.

◀️ قلق إسرائيلي… وظلال إيرانية

الخطة التركية لنشر منظومات S-400 الروسية في المنطقة نفسها تُنذر، وفق الرؤية الإسرائيلية، بتقويض قدرة سلاح الجو على العمل دون كشف، في ظل احتمالات تصاعد المواجهة مع إيران خلال الفترة المقبلة، ما يجعل التنسيق مع أنقرة ضرورة أمنية، رغم التباين السياسي.

في المقابل، تتحدث المجلة عن مباحثات موازية غير معلنة بين إسرائيل وسوريا، برعاية تركية وأذربيجانية، لتخفيف التوتر وبناء “ثقة عسكرية”، في سيناريو يبدو أن جميع الأطراف تقرأ فيه مستقبل الصراع بلغة جديدة… لغة التنسيق العسكري لا المواجهة المباشرة.