
تعبيرية عن الذكاء الاصطناعي - البوابة التقنية
✍️ مريم عيسى – (القاهرة)
مع صعود تقنيات الذكاء الاصطناعي، تدخل البشرية مرحلة جديدة من سباق الطاقة، حيث تشير توقعات وكالة الطاقة الدولية إلى أن مراكز البيانات حول العالم قد تستهلك بحلول نهاية هذا العقد كمية من الكهرباء تُعادل استهلاك اليابان بالكامل!
في تحليل حديث ينشر قريبًا في مجلة Joule، كشف الباحث أليكس دي فريس-جاو، مؤسس موقع Digiconomist، أن الرقائق الإلكترونية التي تنتجها شركتا Nvidia وAMD، والمستخدمة في تدريب وتشغيل نماذج الذكاء الاصطناعي، تستهلك ما يصل إلى 49% من الطاقة في مراكز البيانات، باستثناء عمليات تعدين العملات الرقمية.
🔌 الذكاء الاصطناعي… الجهاز العصبي الرقمي أم وحش الطاقة الجديد؟
مراكز البيانات هي “الجهاز العصبي المركزي” لأنظمة الذكاء الاصطناعي، لكنها أيضًا أحد أكبر مصادر استنزاف الطاقة، لا سيما مع ارتفاع متطلبات التبريد وتشغيل الخوادم تحت ضغط مستمر.
وفقًا لتقديرات وكالة الطاقة، بلغ استهلاك مراكز البيانات (باستثناء تعدين العملات المشفرة) 415 تيراواط/ساعة في عام 2023. ويُقدّر دي فريس-جاو أن الذكاء الاصطناعي قد يُشكل نحو 20% من هذا الاستهلاك.
بل وأكثر من ذلك، بحلول نهاية 2025، قد يصل استهلاك طاقة أنظمة الذكاء الاصطناعي إلى 23 جيجاواط، أي ما يعادل ضعف الاستهلاك الكامل للطاقة في هولندا!
🌍 تحديات مزدوجة: السيادة الرقمية والمخاطر البيئية
- تراجع استخدام بعض التطبيقات مثل ChatGPT قد يخفف من الطلب،
- لكن ارتفاع المشاريع الوطنية لبناء نماذج "الذكاء الاصطناعي السيادي"، والتوترات الجيوسياسية (خصوصًا القيود المفروضة على الصين)، يرفع من حدة الأزمة.
- حتى الشركات الناشئة مثل Crusoe Energy الأميركية، تحجز 4.5 جيجاواط من طاقة الغاز لمراكز البيانات الجديدة، مع وجود OpenAI بين العملاء المحتملين.
في هذا السياق، اعترفت مايكروسوفت وجوجل العام الماضي بأن محركات الذكاء الاصطناعي تهدد التزاماتهم البيئية.
🧊 شبح الغموض... والشفافية الغائبة
يحذر دي فريس-جاو من أن المعلومات حول استهلاك الطاقة في مجال الذكاء الاصطناعي أصبحت "نادرة على نحو مقلق"، معتبرًا القطاع "صناعة غامضة" تحتاج لضوء المساءلة.
🔍 ووفقًا لقانون الذكاء الاصطناعي الأوروبي، يُلزم المطورون بالكشف عن استهلاك التدريب فقط—not التشغيل اليومي—وهو ما يفتح الباب أمام فجوة في الشفافية.
🗣️ تحذير خبير:
"الذكاء الاصطناعي أداة بالغة القوة، لكن الأمر متروك لنا—مجتمعات، حكومات، وشركات—في تحديد كيفية استخدامه".
— البروفيسور آدم سوبي، مدير مهمة الاستدامة في معهد آلان تورينغ البريطاني