
عبدالفتاح البرهان
✍️ فريق اليوم ميديا – (متابعة خاصة)
في تصعيد لافت على الساحة السودانية، علّق أنور قرقاش، المستشار الدبلوماسي لرئيس الإمارات، على العقوبات الأمريكية المرتقبة ضد الجيش السوداني، معتبراً أنها “تضع النقاط على الحروف”، في إشارة إلى تحميل واشنطن للمؤسسة العسكرية السودانية مسؤولية استخدام الأسلحة الكيميائية ضد المدنيين خلال الحرب الدائرة مع قوات الدعم السريع.
وكتب قرقاش، عبر حسابه على منصة “إكس” (تويتر سابقاً)، يوم الجمعة:
“العقوبات الأميركية على الجيش السوداني بسبب استخدامه للسلاح الكيماوي ضد مواطنيه تضع النقاط على الحروف. لا حل إلا بوقف فوري للحرب ومسار سياسي يفضي إلى حكومة مدنية مستقلة”.
🇺🇸 أميركا تتّهم الخرطوم… والجيش ينفي
الولايات المتحدة كانت قد أعلنت، يوم الخميس، أنها ستفرض عقوبات على السودان بعد تأكيدات باستخدام أسلحة كيميائية خلال عام 2024، وسط القتال المحتدم بين الجيش وقوات الدعم السريع.
وزارة الخارجية الأمريكية، على لسان المتحدثة تامي بروس، أوضحت أن العقوبات ستشمل:
- قيودًا على الصادرات الأمريكية للسودان
- تجميد خطوط الائتمان الحكومية
ومن المقرر أن تدخل هذه الإجراءات حيز التنفيذ في 6 يونيو المقبل، بعد إخطار الكونغرس.
وأكدت بروس:
“ندعو حكومة السودان إلى وقف جميع استخدامات الأسلحة الكيميائية والامتثال لاتفاقية حظر الأسلحة الكيميائية”.
🛑 الخرطوم ترد: “اتهامات باطلة وتدخل سافر”
في رد شديد اللهجة، نفت الحكومة السودانية الاتهامات ووصفتها بـ”المزاعم الباطلة”، معتبرة أن هذه العقوبات “تفتقر إلى أي أساس أخلاقي أو قانوني”.
المتحدث باسم الحكومة، خالد العيصر، اعتبر أن الخطوة الأمريكية:
“تحرم واشنطن مما تبقى من مصداقيتها وتغلق الباب أمام أي نفوذ لها في السودان”.
🇸🇩🇦🇪 السودان يقطع العلاقات مع الإمارات ويتهمها بالتدخل العسكري
التصعيد الأميركي يأتي في ظل توتر متزايد بين السودان والإمارات. إذ أعلنت الخرطوم مؤخرًا قطع علاقاتها الدبلوماسية مع أبوظبي، متهمةً إياها بدعم قوات الدعم السريع عبر تزويدها بـ”أسلحة متطورة”.
وبشكل غير مسبوق، اتهم السودان الإمارات بالمسؤولية عن الهجوم الذي استهدف بورتسودان، في ما قد يشكّل أول اتهام رسمي بالتدخل العسكري المباشر.
الإمارات، من جانبها، نفت بشكل قاطع هذه المزاعم، مؤكدة في بيان رسمي:
“نُدين الهجوم على بورتسودان ونجدد دعمنا للجهود الإنسانية ومسارات السلام في السودان”.
🧭 قراءة اليوم ميديا: نحو مسار دولي أكثر حسمًا؟
تصريحات قرقاش، والتطورات الأخيرة، تُظهر تحوّلاً في اللهجة الإقليمية تجاه الأطراف المتصارعة في السودان، وتكشف اتجاهاً دولياً متزايداً نحو تحميل المسؤوليات بوضوح، بعيداً عن سياسة “الحياد الغامض”.
في ظل اشتداد المعارك، ومع تسارع العقوبات والاتهامات، يبدو أن الضغط الدولي مرشح للتصاعد، في محاولة لفرض حل سياسي طال انتظاره.