image

صورة مجمعة لنتنياهو والشرع


✍️ ربيع يحيي – (اليوم ميديا)

في خطوة كانت حتى وقت قريب أشبه بالمستحيلة، بدأت مؤشرات صادمة تتكشّف عن تقارب متسارع بين دمشق وتل أبيب، تقارب قد ينتهي بانضمام سوريا رسميًا إلى الاتفاقيات الإبراهيمية، بحسب ما تؤكده وسائل إعلام عبرية وتصريحات دبلوماسية إسرائيلية رفيعة.

■ تصريحات مفاجئة من قلب واشنطن

السفير الإسرائيلي في واشنطن، يحيئيل لايتر، أطلق تصريحات نارية في مقابلة مع قناة “PragerU” الأمريكية، أكد فيها أن سوريا ولبنان بصدد الانضمام إلى الاتفاقيات الإبراهيمية، قائلاً: “لقد قمنا بتغيير النموذج هناك بشكل جذري”، ما يشير إلى تحولات غير مسبوقة في السياسة الإسرائيلية تجاه البلدين.

■ مفاوضات مباشرة.. وتركيا وسيطًا

صحيفة “معاريف” العبرية فجّرت مفاجأة أخرى، مؤكدة أن مفاوضات مباشرة “إيجابية” تجري حاليًا بين دمشق وتل أبيب، بوساطة تركية.
المصدر الإسرائيلي الذي نقلت عنه الصحيفة أشار إلى أن الرئيس السوري الجديد، أحمد الشرع، قدّم بادرة حسن نية كبيرة بتسليم وثائق حساسة تتعلق بالجاسوس الإسرائيلي الشهير “إيلي كوهين”، وهو ما ستقابله إسرائيل بخطوة مماثلة، لم تُكشف تفاصيلها بعد.

■ ملفات ملتهبة: الحدود والمخدرات والدروز

التقارب لا يقتصر على الجانب السياسي فقط. تل أبيب، بحسب الصحيفة، تبذل جهودًا لدعم النظام الجديد في دمشق في ضبط الحدود السورية-اللبنانية، خصوصًا في ملف تهريب المخدرات والسلاح، وتتعامل معه كـ”نظام ذي سيادة”.

أما ملف الدروز في سوريا، فقد دخل هو الآخر على خط التسويات، إذ أبلغت إسرائيل قادة الطائفة هناك أنها لن تسمح بالمساس بهم، شريطة التفاهم مع نظام الشرع.

■ واشنطن تدعم وتضغط.. لإنجاح “نظام الشرع”

المصدر ذاته أكد أن الولايات المتحدة تلعب دورًا فاعلًا خلف الكواليس، وتسعى لـ”إنجاح النظام السوري الجديد”، كجزء من إعادة صياغة موازين القوى الإقليمية، في ظل تصدّع محور طهران-دمشق-حزب الله.

ويشير التقرير إلى أن محاولة سابقة من نظام الأسد السابق لعقد اتفاق سلام مع إسرائيل عبر وساطة روسية قد فشلت، لكن الوضع اليوم يبدو مختلفًا تمامًا.

■ الفصائل الفلسطينية تغادر.. والسلاح يُسلَّم

التحول الأكبر والأكثر دلالة، بحسب ما كشفت عنه قناة “الأخبار 12” العبرية، هو موقف النظام الجديد من الفصائل الفلسطينية في سوريا، التي بدأت فعليًا بتسليم سلاحها، بناءً على ضغوط أميركية واضحة.

وقالت القناة إن العديد من قادة تلك الفصائل – خاصة المنتمين إلى المعسكر الموالي لإيران – غادروا دمشق، وأن من تبقى منهم لا يحمل أي سلاح.
ونقلت عن مصدر فلسطيني رفيع أن “ما تبقى من الفصائل أصبح بلا أنياب”.

■ نحو صفقة إقليمية كبرى؟

كل هذه التطورات تطرح سؤالاً مفصليًا:
هل تقف دمشق حقًا على أعتاب تطبيع تاريخي مع إسرائيل؟
وهل سيكون النظام الجديد في سوريا بوابة لعهد جديد من العلاقات، تنهي عقودًا من الصراع وتعيد تشكيل خريطة التحالفات في الشرق الأوسط؟

ما يجري اليوم في الكواليس قد يكون تمهيدًا لـ”زلزال دبلوماسي” يُحدث تغييرًا جذريًا في موازين القوى… وقد يعيد صياغة “محور المقاومة” من الداخل!

🔗 لقراءة التقرير على موقع اليوم ميديا