499504

(اليوم ميديا – قسم التحقيقات)

في اعترافات صادمة هزّت الرأي العام، أقرّ جنود إسرائيليون بأن قادتهم العسكريين أمروا صراحة باستخدام فلسطينيين كدروع بشرية خلال العمليات في قطاع غزة والضفة الغربية، في ممارسات وُصفت بـ”الممنهجة والخطيرة”، لتسلط الضوء على فشل أخلاقي صارخ داخل المؤسسة العسكرية الإسرائيلية، وفق ما كشفته وكالة “أسوشييتد برس”.

بروتوكول “البعوض” و”الدبابير”: منهجية الرعب

الجنود الذين تحدّثوا للوكالة، بالإضافة إلى شهادات جمعتها منظمة “كسر الصمت”، أشاروا إلى أن هذه الممارسة لم تكن استثناءً، بل تحوّلت إلى “بروتوكول” شبه رسمي داخل بعض الوحدات.

فلسطينيون يُجبرون على دخول مبانٍ وأنفاق، يرتدون زيًّا عسكريًا ويحملون كاميرات، ويُدفعون نحو الموت، بحثًا عن متفجرات أو مسلحين، بينما يقف الجنود الإسرائيليون في الخلف، ينتظرون “تطهير” الموقع.

شهادات حية: “إفعل ذلك أو نقتلك”

أيمن أبو حمدان (36 عامًا)، من شمال غزة، قال إنه خُطف من وسط عائلته، وارتُكب بحقه ما يشبه “الاستعباد الحربي” لأكثر من 17 يومًا، كان خلالها يُستخدم لمسح المنازل والأنفاق، تحت تهديد القتل، وأكد:

“ضربوني وقالوا لي: إفعل هذا أو نقتلك.”

أما مسعود أبو سعيد (36 عامًا)، من خان يونس، فقال إنه استُخدم درعًا بشريًا لأسبوعين في مارس/آذار، مُجبرًا على دخول مستشفى ومبانٍ سكنية، بينما كان يرتدي سترة إسعافات أولية.

وأضاف في شهادته الصادمة أنه التقى بشقيقه خلال العملية، وقد استخدمته وحدة إسرائيلية أخرى كدرع بشري أيضًا. “ظننت أنهم أعدموه”، قال وهو يغالب دموعه.

كما تحدّثت هزار إستيتي، من مخيم جنين، عن استخدام الجيش الإسرائيلي لها لتصوير وتطهير شقق، وحرمانها من طفلها الرضيع. توسّلت للجنود: “أريد العودة لابني”، لكنهم لم يستجيبوا.

ضباط يعترفون: “الأوامر من الأعلى”

ضابط إسرائيلي طلب عدم كشف هويته قال بوضوح:

“كانت الأوامر تأتي من الأعلى… واستخدمت أغلب الوحدات تقريبا فلسطينيين لتطهير المواقع.”

منظمة “كسر الصمت”: هذا انهيار أخلاقي

مدير المنظمة، ناداف فايمان، صرّح بأن الشهادات “تكشف عن نمط ممنهج، لا عن أحداث معزولة”، معتبرا الأمر دليلاً على “انهيار أخلاقي مروع” في الجيش الإسرائيلي.

الجيش ينكر… رغم الأدلة!

في ردّه على هذه التقارير، زعم الجيش الإسرائيلي أنه “يُحظر تمامًا استخدام المدنيين كدروع بشرية”، لكن الوقائع والشهادات تقوّض هذا الادعاء، وتطرح تساؤلات خطيرة حول مدى التزام الجيش بالقانون الدولي.

ختامًا: حرب تُدار بالأجساد… لا بالقوانين

مع دخول الحرب شهرها العشرين، تتزايد الأدلة على تجاوزات الجيش الإسرائيلي في غزة والضفة، حيث تحوّل المدنيون الفلسطينيون إلى أدوات للنجاة، أو أهداف للترويع. فهل يتحرك العالم قبل أن يتحوّل “بروتوكول البعوض” إلى قاعدة حرب رسمية؟