image

شهدت تطورًا كبيرًا خلال السنوات القليلة الماضية

مريم عيسى – اليوم ميديا

في عالم يركض نحو مستقبل أخضر ومستدام، برزت تقنية التوربينات العائمة لطاقة الرياح البحرية كحلم يتحول إلى واقع ينبض بالحياة في أعماق البحار. على الرغم من حداثتها، شهد هذا القطاع طفرة هائلة خلال السنوات الأخيرة، مدعومًا بالتوجه العالمي الحثيث نحو الطاقة النظيفة، ومزايا تشغيلية لا تضاهى، أبرزها القدرة على العمل في أصعب الظروف الجوية.

⚡ إمكانات هائلة.. وفرصة لا تعوض

بحسب وكالة الطاقة الدولية، يمكن لتقنيات الرياح البحرية، الثابتة والعائمة، أن تلبي الطلب العالمي على الطاقة أكثر من 11 مرة بحلول عام 2040. والأهم من ذلك أن 80% من موارد الرياح البحرية تكمن في مياه عميقة تزيد عن 60 مترًا، حيث تبرز أهمية التوربينات العائمة التي تسمح بالتوسع نحو هذه المناطق غير القابلة للاستخدام سابقًا.

📈 سوق متسارع النمو

بلغ حجم سوق التوربينات العائمة 0.94 جيجاوات عام 2024، ويتوقع أن يتخطى حاجز 22 جيجاوات بحلول 2029، بمعدل نمو سنوي مذهل يتجاوز 88%. وتتصدر أوروبا السوق عالميًا، مع دول مثل المملكة المتحدة والنرويج وفرنسا واليابان في مقدمة الدول الرائدة.

🌍 أوروبا تهيمن على المستقبل

تمتلك أوروبا حاليًا النصيب الأكبر من السوق، وتُتوقع أن تستحوذ على 70% من طاقة الرياح العائمة العالمية بحلول 2040، مدعومة باستثمارات ضخمة وسياسات طموحة تهدف إلى تقليل انبعاثات الكربون ومواجهة تغير المناخ.
من أبرز المشاريع الرائدة، مزرعة الرياح العائمة Hywind في اسكتلندا، التي تُعتبر أول مزرعة عائمة في العالم وتعمل بكفاءة منذ 2017.

🔮 تحديات وحلول

بالرغم من التفاؤل، تواجه الصناعة تحديات كبرى مثل نقص البنية التحتية للموانئ والسفن المتخصصة لتركيب التوربينات البحرية. ومع ذلك، تتوقع مؤسسة “DNV” انخفاض تكاليف هذه التكنولوجيا بنسبة 80% بحلول عام 2050، مما يجعلها خيارًا اقتصاديًا منافسًا للطاقة التقليدية.

⚙️ الابتكار الأوروبي يقود الطريق

تتمتع أوروبا بخبرة متراكمة في تصنيع مكونات توربينات الرياح البحرية، من التوربينات إلى الأساسات والكابلات، ما يمنحها اليد العليا في هذا المجال الواعد، مع شركات كبرى مثل أورستيد الدانماركية في طليعة الإنتاج العالمي.


مع كل هذه المعطيات، يبدو أن التوربينات العائمة ليست مجرد حلم بعيد، بل هي المفتاح نحو مستقبل طاقة نظيفة ومستدامة، ينبض في أعماق البحار.