
دونالد ترامب يوقع أمرًا تنفيذيًا في البيت الأبيض
✍️ فريق اليوم ميديا – (متابعة خاصة)
خسرت شركة آبل أكثر من 100 مليار دولار من قيمتها السوقية خلال ساعات، بعد تصريحات مفاجئة للرئيس الأميركي دونالد ترامب هدد فيها بفرض رسوم جمركية بنسبة لا تقل عن 25% على أجهزة آيفون، ما لم تُصنّع داخل الأراضي الأمريكية.
الرئيس الأميركي قالها بوضوح: “أبلغتُ تيم كوك أنني أتوقع أن تُصنع أجهزة آيفون التي تُباع في الولايات المتحدة على أرضها، لا في الهند أو في أي مكان آخر”. هذه الرسالة كانت كفيلة بهز عرش واحدة من أكبر الشركات التكنولوجية في العالم، والتي ما زالت تعتمد بنسبة 85% على الصين في تصنيع هواتفها.
🧱 المستطيل الأنيق.. وجذور صينية عميقة
رغم أن جهاز آيفون صُمم في وادي السيليكون، إلا أنه وُلد فعليًا في المصانع الصينية، حيث تُصنع معظم مكوناته من الشاشات إلى البطاريات. فآبل تبيع أكثر من 220 مليون جهاز سنويًا، وتسعة من كل عشرة أجهزة آيفون تأتي من خطوط الإنتاج الصينية.
لكن الصين، التي كانت يومًا جنة التصنيع الرخيص، أصبحت اليوم مركزًا للعاصفة، بعدما رفع ترامب الرسوم الجمركية على بعض وارداتها إلى 245%، مما يُهدد بانفجار التكاليف على الشركات الأمريكية وعلى رأسها آبل.
🔧 المهمة المستحيلة: “صنع في أميركا”
مطالب ترامب قد تصطدم بواقع اقتصادي معقّد. إذ يُجمع الخبراء على أن نقل إنتاج آيفون بالكامل إلى الولايات المتحدة هو مهمة شاقة تحتاج إلى 5 إلى 10 سنوات لتنفيذها، بتكلفة باهظة قد ترفع سعر الآيفون إلى 3500 دولار!
وصف دان آيفز، رئيس أبحاث التكنولوجيا في Wedbush، هذه الفكرة بـ”الخيال العلمي”، مشيرًا إلى أن مجرد نقل 10% من الإنتاج قد يكلّف الشركة 30 مليار دولار وثلاث سنوات على الأقل.
💸 مناورات آبل.. ومحاولات احتواء الغضب السياسي
رغم المحاولات الجادة من آبل لتخفيف اعتمادها على الصين عبر توسيع الإنتاج في الهند، فيتنام، اليابان، كوريا وتايوان، إلا أن الصين لا تزال مركز الثقل. وتشير بيانات Evercore ISI إلى أن الصين تمثل 80% من القدرة الإنتاجية، فيما يعتمد 40% من موردين آبل على السوق الصينية.
حتى مع إعلان الشركة عن استثمار بقيمة 500 مليار دولار في الولايات المتحدة، فإن ذلك لم يكن كافيًا لإرضاء إدارة ترامب، التي يبدو أنها عازمة على إعادة تشكيل خارطة التصنيع العالمي بالقوة الجمركية.
بين شبح الرسوم وواقع سلاسل التوريد المعولمة، تجد آبل نفسها اليوم على حافة أزمة تهدد ليس فقط مبيعاتها، بل موقعها الريادي في عالم التكنولوجيا.