
من المصدر
ربيع يحيى – اليوم ميديا
في تطور لافت أثار اهتمام وسائل الإعلام العبرية، كشفت صحيفة يسرائيل هايوم، اليوم الأحد، عن تأسيس جماعة الحوثي اليمنية ذراعًا استخبارية جديدة أُطلق عليها اسم “جهاز أمن الثورة”، سيكون بمثابة غرفة العمليات السرية العليا، ويشرف على جميع الأجهزة الأمنية والاستخباراتية التابعة للميليشيا المدعومة من إيران.
ووفقًا للتقرير العبري، يخضع الجهاز الجديد لإشراف مباشر من زعيم الجماعة عبدالملك الحوثي، ويُعد محاكاة دقيقة لوكالات الاستخبارات الإيرانية، لا سيما في طريقة العمل والتنظيم، بل ويشبه إلى حد بعيد هيكلية ميليشيا “حزب الله” اللبناني.
🎯 مهمات داخلية وخارجية.. بلمسة إيرانية
الصحيفة أشارت إلى أن “جهاز أمن الثورة” لا يقتصر على العمل داخل اليمن، بل يتولى كذلك تنسيق المهمات الخارجية، في تكرار لنموذج فيلق القدس، الذراع الخارجية للحرس الثوري الإيراني. كما نبهت إلى واقعة اعتقال عنصر حوثي في ألمانيا مؤخراً بتهم تتعلق بالإرهاب، ملمحة إلى احتمال ارتباطه بهذا التشكيل الاستخباري الجديد.
وتضيف المصادر أن تأسيس هذا الجهاز جاء كخطوة لتعزيز القبضة الأمنية في شمال اليمن، ومواجهة ما تصفه الصحيفة بـ”الهواجس السيبرانية” التي تطارد الجماعة، خصوصاً بعد الهجوم الذي طال منظومة اتصالات “حزب الله” في سبتمبر الماضي.
🧠 من يقف خلف الجهاز الغامض؟
الاسم الذي يقود هذه المنظومة الأمنية المعقدة هو جعفر محمد أحمد المرهبي، الملقب بـ”أبو جعفر”، وهو شخصية حوثية غامضة من محافظة صعدة، وتُعتبر من الحلقة الضيقة المحيطة بالقيادة العليا للجماعة.
بحسب التقرير، التحق المرهبي بجماعة “الشباب المؤمن” في تسعينيات القرن الماضي، قبل أن تتحول لاحقاً إلى “أنصار الله”، وتلقى تدريبات أمنية واستخباراتية متقدمة في الخارج.
كما أدار على مدى السنوات الماضية علاقات نشطة مع خلايا تتبع فيلق القدس وحزب الله اللبناني، ويُتهم بالتورط في عمليات اغتيال وزرع عبوات ناسفة في مناطق مختلفة من اليمن.
🧨 ماضٍ دموي وحاضر مؤسسي
المرهبي اعتُقل عدة مرات من قِبل السلطات اليمنية، وحُكم عليه بالإعدام عام 2008 بتهمة قتل ضابط وجندي، قبل أن ينال عفوًا رئاسيًا في 2011. وفي 2016، تمت ترقيته إلى رتبة تعادل “عقيد”، في دلالة على مدى ثقته داخل الدائرة الحوثية المغلقة.
تأسيس “جهاز أمن الثورة” يمثل نقلة نوعية في العمل الاستخباري الحوثي، ويعكس مدى تعقيد البنية الأمنية للجماعة، وسط تصاعد المؤشرات على اتساع نفوذها خارج اليمن، وبغطاء استخباري إيراني متكامل.