الأربعاء 30 أبريل 2025
thumbs_b_c_9609ef2fd8cfe6a4cf43003aad25e3aa

يونس خضير

فال ميديا

لايزال المواطن العراقي يونس خضير ينشد العدالة منذ عقدين، بعدما فقد ساقيه جراء غارة أميركية على العاصمة بغداد، أثناء غزو الولايات المتحدة لبلاده.

ومنذ 21 عاما وبدون ساقين، يبحث خضير (46 عاما) دون جدوى عن العدالة والتعويض، بعد أن أصابته قنابل أسقطها الجيش الأمريكي حين كان يبلغ من العمر 25 عاما.

لم يترك خضير بابا إلا وطرقه، على أمل الحصول على تعويض ومحاسبة منتهكي حقوق الإنسان، فالحرب الأميركية على العراق خلفت كثيرا من الضحايا بين قتلى ومعاقين ومتضررين آخرين، بحسب الأناضول.

متحدثا عن يوم لا ينساه أبدا انقلبت فيه حياته، قال خضير للأناضول: “فقدت ساقيّ نتيجة هجوم بالقنابل شنته القوات الأميركية في 5 مارس 2003”.

وتابع: “بينما كنت أسير في الحي الذي أسكنه ببغداد وقت الظهيرة خلال عودتي إلى منزلي، وقع هجوم مفاجئ بالقنابل، ورأيت إحدى ساقي قد بُترت بينما تمزقت الأخرى جراء الهجوم”.

مشاكل نفسية

وأضاف: “نُقلت إلى المستشفى لتقلي العلاج، ولم تكن المستشفيات في العراق حينها تقدم الخدمات الطبية بشكل جيد”.

و”بعد إجراء عملية جراحة لي، أفقت وأردت أن أتلمس ساقيّ، إلا أن أقربائي المرافقين لم يسمحوا لي بذلك”، أردف خضير.

وزاد: “عندما سألتهم قالوا لي لتهدئتي إن ساقيّ على ما يرام، لكنني غافلتهم في وهلة من الزمن وتلمست ساقيّ ووجدتهما مبتورتين، ودخلت في دوامة بكاء”.

ومتحسرا، قال خضير: “فقدت ساقيّ وأنا في ريعان شبابي (25 عاما)، وعلى إثرها عانيت من مشاكل نفسية كبيرة، ولم أخرج من المنزل لفترة من الوقت”.

وتابع: “كنت لاعب كرة قدم جيد قبل أن يتم بتر ساقيّ، كل هذا أثر علي نفسيتي بشكل كبير، كما تأثرت سلبا على صعيد إعالة أسرتي، وما زالت كل هذه السلبيات مستمرة”.

مواصلة العمل

ووفق خضير فإن المنزل الذي يعيش فيه ورثه عن والده، وإخوته الستة جميعهم متزوجون ولديهم أسرهم في هذا المنزل.

وشدد على أنه لم يحصل على أي تعويض من أي جهة حكومية أو ذات صلة منذ 2003.

واضطر خضير لمواصلة العمل في مهنته القديمة، وهي النجارة، رغم أن الأمر بات صعبا عليه للغاية بعد فقدان ساقيه.

وأردف: “أعمل أيضا في البناء واتسلق الجدران بصعوبة. أبني أسقف منازل الناس، لكنني لا أستطيع بناء سقف منزلي. لأنني لا أملك القدرة المالية لذلك”.