
كشفت في نوفمبر عن تراجع إنتاج الفوسفات لأقل من 50 بالمئة - الأناضول
تونس – (وكالات)
في عام 1885 اكتشف الفرنسي فيليب توماس الفوسفات في منطقة المتلوي بولاية قفصة جنوب غرب تونس، وبعد 12 عاما أنشأت السلطات الاستعمارية الفرنسية شركة فوسفات قفصة.
وهذه المؤسسة العمومية (حكومية) يعمل فيها 7 آلاف و412 بين عمال وكوادر، وفق إحصاء يعود لعام 2019 نشرته الشركة التي كانت تنتج ملايين الأطنان من الفوسفات.
لكن حاليا تجمع أرقام رسمية وآراء نقابيين وخبراء على استمرار تراجع إنتاج الفوسفات في تونس، رغم تقلص مطالب العمال وانحسار الاحتجاجات النقابية.
ومنتصف نوفمبر 2024، أكدت وزيرة الصناعة والمناجم والطاقة فاطمة ثابت شيبوب تراجع إنتاج الفوسفات إلى أقل من 50 بالمئة مما كان عليه في العام 2011.
هل هي مشكلة إدارة؟
وحول أسباب تراجع إنتاج الفوسفات، قالت ريم هلال سكرتيرة الجامعة العامة للمناجم التابعة للاتحاد العام للشغل (أكبر منظمة نقابية): “كطرف اجتماعي في شركة فوسفات لم نقم بأي إضراب وليس لنا اعتصامات حتى يتراجع الإنتاج”.
وأضافت ريم للأناضول: “كطرف اجتماعي عندما كانت أم العرايس (منطقة للإنتاج بقفصة) مغلقة كنا مع المعتصمين والعمال حتى يعودوا لعملهم، ونفس التمشي (الأمر) في الرديف (منطقة إنتاج بقفصة)، لا ذنب للعامل المنجمي في تراجع الإنتاج”.
وتابعت: “إذا أنا في موقعي أعمل ولا أطالب بأي مطالب جديدة وأنت كوزير طاقة ومناجم تقول هناك تراجع، فأنا أسأل عن المسؤول (هل) هو التسيير (الإدارة) أم شيئا آخر؟ نحن لا نعرف!”.
غياب الإرادة السياسية
“المشكلة في الحوض المنجمي بقفصة هي دائما متعلقة بالإرادة السياسية”.. هكذا يرى رمضان بن عمر متحدث المنتدى التونسي للحقوق الاقتصادية والاجتماعية (أبرز منظمة مدنية مهتمة بالحراك الاجتماعي).
وقال ابن عمر للأناضول إنه “لا توجد إرادة سياسية تعتبر أن قطاع الفوسفات استراتيجيا للاقتصاد في تونس”.
رؤية اقتصادية متكاملة
وحسب ابن عمر فإنه “في السنوات السابقة كانت هناك مرونة (من السلطة تجاه العمال)، بينما حاليا هناك تصلب كبيرة”.
وتساءل: “لماذا هناك نجاح منقطع النظير للإضراب الذي حدث (في 25 و26 ديسمبر الماضي للمطالبة بزيادة الأجور)؟ ليس لأن العمل النقابي قوي، بالعكس هو في تراجع الآن، بل لأن العمال متضررون”.
وشدد على أن “تعطل الإنتاج لسنوات أضر بالمنح والجرايات والامتيازات التي كان يتحصل عليها العمال”.