
عواصم – (vallmedia)
كشفت صحيفة “الغارديان”، أن خطة الرئيس الأميركي دونالد ترامب بشأن قطاع غزة تضع الدول العربية أمام خيار مستحيل.
واستعرضت الصحيفة في مقال نشرته، اليوم الاثنين، عدداً من مواقف الدول العربية، مشيرة إلى زيارة العاهل الأردني الملك عبد الله إلى واشنطن، مصيفة أن الملك عبد الله كان يريد التوفيق بين “البقاء إلى جانب ترامب، وفي الوقت نفسه، عدم الموافقة على خطته للتطهير العرقي في غزة”.
وذكرت الصحيفة الموقف المصري المتمثل في تسريبات تحدثت عن رفض الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي دعوة الزيارة إلى واشنطن ما دام موضوع “تهجير سكان غزة” مطروحاً على جدول الأعمال.
وتشير الصحيفة كذلك إلى رفض السعودية لخطة ترامب، وإلى سعي القادة العرب “جاهدين” إلى تنسيق ردودهم على الخطة في قمة طارئة ستُعقد في السعودية يوم الخميس المقبل.
وترى الصحيفة أن هذه المواقف تُظهر مدى الصعوبة التي تواجه ترامب في الحصول على موافقة “حتى أقرب حلفائه”، لكنها ترى في المقابل عدم وجود إجماع عربي حول خطة ترامب بشأن غزة، أو كيفية الرد عليها، فهذه الدول العربية، برأي الصحيفية، تشكل كتلة سياسية، ولكن لها مصالح متباينة، كما أنها “ستواجه صعوبة في الرد على الخطة، دون وقوعها في صدام مع ترامب، أو الجمهور العربي، أو الرأي العام العالمي بشأن عدم شرعية الخطة”.
وتقول الصحيفة إن الحاجة أصبحت ملحة الآن للتوصل إلى استراتيجية مشتركة “نيابة عن الدول العربية”، لكنها تؤكد على صعوبة المهمة، التي تتلخص في “إرضاء ترامب، ورفض خطته بشأن غزة”، وهما، برأيها، أمران لا يمكن التوفيق بينهما.
وتضيف: “من المستحيل على الدول العربية أن تتعامل مع إسرائيل والولايات المتحدة بشأن غزة وفلسطين، بطريقة أو بأخرى، دون التراجع عن شيء كبير”.
وفي معرض حديثها عن الخيارات الصعبة التي تواجه الدول العربية في التعامل مع خطة ترامب، خاصة مصر والأردن، تقول الصحيفة إن مصر والأردن سيكونان الأكثر تضرراً من أي حملة إعادة توطين للفلسطينيين، وذلك بسبب قربهما الجغرافي. كما أنهما من “كبار المستفيدين من المساعدات الخارجية الأمريكية”، وتضيف: “فقدان المساعدات الأمريكية لن يضعف اقتصادات الأردن ومصر فحسب، بل سيضعف أيضاً جيوشهما وأجهزتهما الأمنية وقدرتهما على تحقيق الاستقرار السياسي”.
ولكن في المقابل، فإن الموافقة على خطة ترامب ستحوّل هذه الدول إلى “أطراف فيما سيكون صراعاً أوسع نطاقاً بين إسرائيل وفلسطين”، على حد تعبير الصحيفة التي تضيف: “بدلاً من أن يكون إخراج الفلسطينيين من غزة نهاية لشيء ما، فإنه سيكون بداية لشيء آخر”، إذ إنه “ليس من الآمن الافتراض أن التهجير الجماعي للفلسطينيين لن يؤدي إلى انفجار شيء”.
وتضيف الصحيفة أن القبول بخطة ترامب يعني تحول هذه الدول إلى دول تابعة، وجذب تحديات داخلية جديدة، أمّا تحدّي ترامب، فيستدعي “إعادة تشكيل المشهد السياسي في المنطقة بصورة هائلة لا يمكن تخيلها”.
تختم الصحيفة بالقول إن النخب السياسية العربية تجد نفسها في هذا الوضع بسبب “ضعفها التاريخي فيما يتعلق بفلسطين”، وإن مستقبل عزة “لم يعد قضية يمكن التعامل معها مع حفظ ماء الوجه إلى أجل غير مسمى”، فخطة ترامب هي “بوابة التآكل النهائي لسلامة وسيادة الشرق الأوسط الكبير”، على حد تعبير الكاتبة.