
أرشيفية
عواصم – وكالات
كشفت السلطات الجزائرية عن ضبطها جريمة من العيار الثقيل تتعلق باستخراج “جوازات سفر مزوّرة”، من خلال استقطاب المهاجرين غير الشرعيين من جنسية جزائرية المتواجدين في بعض الدول الأوروبية والراغبين في استخراج جوازات سفرهم وإدخالهم من دون حضورهم في التطبيق المعروف GUICHET ELECTRONIQUE المعتمد من طرف وزارة الداخلية الجزائرية، مقابل مبالغ مالية قدرها 2500 أورو، أي ما يعادل 63 مليون سنتيم.
وما خفي كان أعظم!
وفي التفاصيل، تبدأ السلطات الجزائرية اليوم الأربعاء، استجواب المتهمين البالغ عددهم 15 متهما، بينهم موظفون في بلدية خنشلة، حول وقائع ملف الجوزات المزورة.
وسيمثل هؤلاء أمام المحكمة عن تهم ثقيلة تتعلق بجنح تكوين جمعية أشرار لغرض الإعداد لجنحة، قبول مزية غير مستحقة من طرف موظف عمومي لصالحه لاستغلال نفوذه الفعلي، بهدف الحصول من إدارة عمومية على منافع غير مستحقة، إساءة استغلال الوظيفة، إدخال عن طريق الغش معطيات في نظام معالجة آلية إضرارا بهيئة عمومية، إلى جانب التزوير في وثائق سفر ووثائق إدارية بغرض إثبات حق تسليم وثائق سفر شخص يعلم أن لا حق له فيها، وهي الأفعال المنصوص والمعاقب عليها بالمواد: 176 و177 فقرة 2 المادة 394 مكرر 1، المادة 394 مكرر 3 من قانون العقوبات، المادة 32 فقرة 2، المادة 33 من قانون الوقاية من الفساد ومكافحته والمواد 22 و23 الفقرة 3 من قانون مكافحة التزوير واستعمال المزوّر.
وتعود وقائع القضية إلى تاريخ 19 يوليو 2024، حيث وردت إلى مصالح فرقة مكافحة الاتجار بالأشخاص والمهاجرين بالفرقة المركزية لمكافحة الجرائم المتصلة بالجريمة المنظمة، معلومات مفادها وجود حساب إلكتروني على تطبيق “سناب شات” حامل للتسمية المستعارة waliddz24حيث أن صاحبه يعرض خدمة تسوية وضعية فئة المهاجرين غير الشرعيين من جنسية جزائرية المتواجدين في بعض الدول الأوروبية، من خلال استخراج جواز سفرهم وإرسالها لهم، مقابل مبلغ مالي من العملة الأجنبية قدره 2500 أورو، بحسب صحيفة الشروق الجزائرية.
وتفيد المعلومات الواردة أن صاحب الحساب المذكور هو من جنسية جزائرية مقيم بمدينة مرسيليا في فرنسا، يستغل الرقم الهاتفي الأجنبي في اتصالاته عبر تطبيق “واتساب”، حيث يطلب من المهاجرين غير الشرعيين الراغبين في استخراج جوازات السفر، إرسال، عبر البريد الإلكتروني، بيانات هوياتهم مع صورة شمسية ذات خلفية بيضاء.
وسعيا منه لكسب ثقة المهاجرين غير الشرعيين الذين يتعاملون معه، يقوم صاحب الحساب بإرسالهم صورا تتضمن بياناتهم الشخصية وهي مدرجة ضمن نظام تسيير الوثائق البيومترية، حيث يشتبه تعامله مع موظفين تابعين للمصالح البيومترية لاستخراج جوازات السفر لفائدة المهاجرين غير الشرعيين المتواجدين خارج الوطن.
كما أوردت معلومات، أن المعني بالأمر قام باستخراج عدة جوازات سفر بيومترية بنفس الطريقة والكيفية من المصالح البيومترية بولاية خنشلة لفائدة مهاجرين غير شرعيين متواجدين حاليا خارج الوطن.
جوازات سفر للفارين من العدالة
وبتاريخ 31 يوليو 2024، تم التنقل إلى المصلحة البيومترية ببلدية خنشلة، المكلف بتسييرها المشتبه “خ.أ”، هذا الأخير وبعد استلامه للتكليف الشخصي الرامي إلى فحص ومعاينة قوائم جوازات السفر التي تم استخراجها خلال السداسي الأول من سنة 2024 ومعاينة جوازات السفر للأشخاص المقيمين خارج إقليم الولاية، سلّم لجهة التحقيق جوازين للسفر يشتبه استخراجهما بطريقة غير قانونية، لكون المعنيين بهما متواجدان خارج التراب الوطني ومقيمان بطريقة غير قانونية، كما سلّم لمصالح الأمن قائمة اسمية للوثائق المسلّمة مع عدم تطابق المعلومات والبيانات.
كما أسفرت تحقيقات ذات الجهات القضائية عن استخراج جوازات السفر لأشخاص محل أوامر بالقبض صادرة عن جهات قضائية، من خلال تبليط هويتهم على مستوى تطبيق SIRPAL الخاص بالشرطة، مما يرجّح فرضية مغادرتهم للتراب الوطني بطريقة غير قانونية.
ومن جهة أخرى، اعترف المشتبه “خ.أ” بقيامه باستخراج، عن طريق الغش، ثلاثة جوازات سفر لمهاجرين جزائريين متواجدين بالأراضي الفرنسية بطريقة غير قانونية، حيث تم إدخال البيانات الشخصية للمعنيين بالأمر، من دون حضورهم أو قيامهم بإيداع الوثائق المطلوبة لهذا الإجراء، عبر التطبيق المعروف GUICHET ELECTRONIQUE المعتمد من طرف وزارة الداخلية لاستخراج جوازات السفر، في حين كلف أحد المستخدمين التابعين للمصلحة للقيام باستخراج الجوازات بحكم الثقة التي بينهما كما أوهمها أن الملف بحوزته.
والأكثر من ذلك، فإن المتهم قام بوضع جوازات السفر الثلاثة المستخرجة عن طريق الغش عند محل لبيع الخردوات، الكائن بطريق العيزار، ليقوم باستلامها لاحقا أحد الأشخاص المغتربين بدولة فرنسا، وبعد تنقل رجال الضبطية إلى محل الخردوات المذكور، تم استرجاع جوازات السفر الثلاثة، وبعد فحصها ومعاينتها، تبين أنها تخص مواطنين جزائريين من خارج ولاية خنشلة، وبعد التحري مع المتهم، صرح أنهم من معارف شقيقه المتواجد بالأراضي الفرنسية وهو محل بحث بموجب أمر بالقبض وهو من طلب منه استخراج جوازات سفرهم من دون حضورهم أو تقديمهم للملف الإداري المطلوب.
ومواصلة للتحقيق، قامت مصالح الأمن بتفتيش المحل التجاري ولواحقه الخاص بكراء السيارات المسيّر من طرف المتهم “خ.أ” الكائن بحي النصر بخنشلة، أين كلل بضبط وحجز 60 جواز سفر خاصين بمواطنين طلبوا تجديد جوازاتهم وتسليم مجموعة ملفات تخص المعني بالأمر.
وقد أسفرت تحريات الضبطية القضائية، عن الطريقة المنتهجة في استخراج جوازات السفر، إذ يقوم المتهم “خ.أ” الفار من العدالة والمقيم بفرنسا، بجلب واستقطاب المهاجرين الراغبين في استخراج جوازات السفر ثم يقوم بإرسال بياناتهم الشخصية عبر البريد الإلكتروني إلى شقيقه المكلف بتسيير المصلحة البيومترية في بلدية خنشلة، والذي بدوره يتكفل باستخراج جوازات السفر عن طريق الغش في المنظومة المعلوماتية المتمثلة في تطبيق GUICHET ELECTRONIQUE ليقوم بعدها بإرسال جوازات السفر إلى شقيقه.